في هذا الموضوع سارد على شبهة الرافضة التي تطعن في شرف ام المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- باستدلالهم برواية في صحيح مسلم الا وهي :
1 - أنَّ رَجُلًا نَزَلَ بعائِشَةَ، فأصْبَحَ يَغْسِلُ ثَوْبَهُ فقالَتْ عائِشَةُ: إنَّما كانَ يُجْزِئُكَ إنْ رَأَيْتَهُ أنْ تَغْسِلَ مَكانَهُ، فإنْ لَمْ تَرَ نَضَحْتَ حَوْلَهُ ولقَدْ رَأَيْتُنِي أفْرُكُهُ مِن ثَوْبِ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ فَرْكًا فيُصَلِّي فِيهِ. وفي رواية: عن عائِشَةَ في المَنِيِّ قالَتْ: كُنْتُ أفْرُكُهُ مِن ثَوْبِ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ.
2 - كُنْتُ نازِلًا علَى عائِشَةَ فاحْتَلَمْتُ في ثَوْبَيَّ فَغَمَسْتُهُما في الماءِ، فَرَأَتْنِي جارِيَةٌ لِعائِشَةَ فأخْبَرَتْها فَبَعَثَتْ إلَيَّ عائِشَةُ فقالَتْ: ما حَمَلَكَ علَى ما صَنَعْتَ بثَوْبَيْكَ؟ قالَ قُلتُ: رَأَيْتُ ما يَرَى النَّائِمُ في مَنامِهِ، قالَتْ: هلْ رَأَيْتَ فِيهِما شيئًا؟ قُلتُ: لا، قالَتْ: فلوْ رَأَيْتَ شيئًا غَسَلْتَهُ لقَدْ رَأَيْتُنِي وإنِّي لأَحُكُّهُ مِن ثَوْبِ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يابِسًا بظُفُرِي.
المصدر / صحيح مسلم
في هذا الحديثِ يُخبِر عبدُ الله بنُ شِهابٍ الخَوْلانِيُّ أحدُ التَّابعينَ، فيقول: كنتُ نازِلًا على عائِشَةَ، أي: كُنتُ ضَيفًا عِندَ أُمِّ المُؤمنِينَ عائِشةَ رَضيَ اللهُ عنها، وقدْ كان يَأتِيها –باستِمرارٍ- ضُيوفٌ يَسألونَها ويَتعلَّمونَ منها، ويكونُ بيْنَها وبيْنَهم حِجابٌ وساترٌ. ثُمَّ يقولُ: «فاحْتَلَمْتُ في ثَوبي»، أي: إنَّه احتاجَ إلى الغُسلِ مِنَ الجَنابةِ بسَببِ نُزولِ المنيِّ منه في المنامِ.، وفي هذا إشارة لالتِصاقِ المَنِيِّ بالثَّوبِ، فَغَمَسْتُهُما، أي: ثِيابَه الَّتي احْتَلَمَ فيها، في الماءِ، أي: لكي يُنَقِّيهما من آثارِ المَنِيِّ، فرأَتْني جاريةٌ لعائِشَةَ، أي: وأنا أضعُ الثِّيابَ في الماءِ؛ فأَخْبَرَتْها، أي: أَخْبرتِ الجاريةُ عائِشةَ رَضِيَ الله عنها بما رأتْ من فعلِ عبدِ الله بنِ شِهابٍ. قال: فبَعثتْ إليَّ عائِشَةُ، أي: أرسلتْ إليَّ لآتيها، فقالتْ عائِشَةُ رَضِيَ الله عنها لعبدِ الله: ما حمَلكَ على ما صنعتَ بثَوبَيْك؟ أي: ما سببُ غَمْسِ ثَوبكَ في الماءِ؟ فأجابها عبدُ الله بقوله: رأيتُ ما يرى النَّائِمُ في مَنامِه، أي: احْتَلَمْتُ وأصابَ المَنِيُّ الثَّوبَ، قالتْ عائِشَةُ: هل رأيتَ فيهما شَيئًا؟ أي: أثرَ المَنِيِّ. قال: لا، قالتْ: فلو رأيتَ شَيئًا غَسَلْتَه؟ أي: أَكُنتَ غاسِله؟ ثُمَّ أوضحتْ له فقالتْ: لقد رَأَيْتُني وإنِّي لأَحُكُّه، أي: المَنِيَّ، من ثَوبِ رسولِ الله صلَّى الله عليه وسلَّم يابِسًا، أي: ليسَ رَطْبًا، بظُفْري، وهذا إشارةٌ إلى إقْرارِ رسولِ الله صلَّى الله عليه وسلَّم لفعلِها.
وفي الحديثِ: أنَّ من الأدبِ أنْ يُعَرَّضَ بالكلامِ فيما يَخْدِشُ الحياءَ؛ رِعايةً لِحقِّ السَّامِعِ.
وفي الحَديثِ: بَيانُ سَعةِ عِلمِ أُمِّ المُؤمنِينَ عائشةَ الطاهِرةِ المُطهَّرةِ والمُبرَّأةِ مِن سَبْعِ سمواتٍ، وعَظيمِ فَضْلِها، وحِرصِها على نشْرِ العِلمِ ونشْرِ هَدْيِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.
رد الشبهة :
اولًا فإن معنى "إن رجلا نزل بعائشة" اي نزل بضيافة عائشة لا كما يخطر في بال الرافضة وهو الدخول او النكاح ولو دخلت معاجم اللغة العربية فلن تجد غير هذا المعنى "نزَل على القوم: حلّ ضيفًا عليهم"
ومما يدل على هذا المعنى أيضا رواية عندكم ايها الشيعة في الكافي الجزء 7، الصفحة رقم 413 : علي بن إبراهيم عن أبيه عن النوفلي عن السكوني عن أبي عبد الله عليه السلام قال إن رجلا نزل بأمير المؤمنين عليه السلام فمكث عنده أياما ثم تقدم اليه في خصومة لم يذكرها لأمير المؤمنين عليه السلام فقال له أخصم أنت قال نعم قال تحول عنا ان رسول الله صلى الله عليه وآله نهى أن يضاف الخصم الا ومعه خصمه
فما معنى "إن رجلا نزل بأمير المؤمنين"؟
اما بالنسبة لاحتلام الرجل فكان بسبب المنام ولم يكن نائما عند عائشة او في حجرها ودليلي على هذا هو "فَبَعَثَتْ إلَيَّ عائِشَةُ" هذا يدل على بعده عنها في وقت الغسل وبالتالي لا يمكن ان لا تراه عند احتلامه او خروجه، وقد كان لعائشة دار للضيافة غير بيتها، فكان هذا التابعي جالس في دار ضيافة عائشة لا في بيتها او حجرتها، لذلك لم تراه عائشة وقتها بل رأته جارية عائشة.
اما بالنسبة لاخبار عائشة باسرار البيت وقلة الحياء مثل ما تقولون فليس في هذا شيء بل على عكس فهذا الحديث يمدح عائشة ولا يذمها لأنه يدل على قدوم الناس رجالا ونساءا إلى عائشة ليسألونها بالدين لشدة علمها به لأنها زوجة النبي وقد عاشت معه ولا حرج في ان تقول ما تعرف وإن كان في مثل هذا الموضوع فهذه احكام دين الله ويجب علينا ان ننقلها، وقد قال تعالى مخاطبا أمهات المؤمنين -وعائشة منهن طبعا- : "وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَىٰ فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا" (سورة الأحزاب - آية 34)
وتذكر ايها الرافضي ان الراوي هي عائشة ام المؤمنين نفسها التي تطعن بشرفها بهذه الرواية وباقي الرواة كلهم لم يفهموا الحديث كما فهمته انت ونقلوه ولم يروا به مشكلة.