الخمس

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيرًا مِّنَ الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ ۗ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ 
 

وقال الامام الصادق أيضاً: ((إن الناس قد أولعوا بالكذب علينا، وإني أحدث أحدهم بالحديث فلا يخرج من عندي حتى يتأوله على غير تأويله، و ذلك أنهم لا يطلبون بحديثنا وبحبنا ما عند الله، وإنما يطلبون به الدنيا، وكل يحب أن يدعى رأساً)) بحار الأنوار، العلامة المجلسي، ج2، ص 246، رقم 58.
السؤال :

أيّهما ذكر في القرآن الزكاة أم الخمس ؟ عندما تذكر أركان الإسلام الخمس فإنّ من أهم أركان الإسلام وهي الزكاة ، وذلك من قول الرسول الكريم : « بني الإسلام على خمس ، شهادة ألّا إله إلا الله ، وأنّ محمّد رسول الله ، وإقامة الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، وصوم رمضان ، وحجّ البيت من استطاع إليه سبيلاً ». لذا فالزكاة هي أحد أركان الإسلام ، ومَن تركها ، فليس من المسلمين بشيء.

مكانة الزكاة من القرآن الكريم فقط ، والذي لا أعتقد سيتجرأ أحد على نكران كتاب الله قال تعالى :

( وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ ) [ البقرة : 43 ].

( وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ ) [ الأعراف : 156 ].

( وَلَيَنصُرَنَّ اللَّـهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّـهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ * الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ ) [ الحج : 40 ـ 41 ].

( فَإِن تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ ) [ التوبة : 11 ].

والكثير الكثير من الآيات التي تبيّن فضل الزكاة وأهميّتها وأنّها ركن من أركان الإسلام. كون أنّ الإسلام لا يصحّ دونها ، وعليه فإنّنا لم نجد أيّ ذكر للخمس وفضله وأهميّته في كتاب الله بل أنّ في جميع كتب الشيعة عندما تبحث عن أيّ ذكر للخمس وأهميّته وفضله فلا تجدهم يذكرون أيّ آية ، لأنّ القرآن قد خلا منها ولكنهم يستدلّون بقوله تعالى :

( وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّـهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَىٰ )

والأكثر معضلة ومشكلة هو أنّهم يقرون بأنّ الخمس يجمع لإيصاله لصاحب الزمان الحجّة الغائب ، ولا نعرف عند هذا القول لو أنّنا مشينا خلف رأيهم لمَن كان يجمع الرسول الكريم نبيّ الله الخمس ولمَن كان يدفع الصحابة الخمس ؟ فهل كان يجمع ويدفع بانتظار الغائب ؟ وهل هذا يعني بأنّ الرسول الكريم والصحابة كانوا يعلمون الغيب ؟ ولماذا كان يضع الرسول الكريم الزكاة في بيت المال ؟ إنّها ترهات والمصيبة أنّهم يستندون للخمس بالآية التي ذكرنا أعلاه :

( وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّـهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَىٰ ) [ الأنفال : 41 ].

فهل يمكنكم يا سادة أن تأتونا بآيات من القرآن الكريم تتحدّث عن الخمس وفضله ؟
-------------

الشيعة المتقدمون رووا روايات واعتبروها صحيحة تفيد بأن أهل البيت قد أسقطوا عن شيعتهم هذا الخمس مثلما نجده في كتاب مجمع الفائدة والبرهان لأحمد الأردبيلي الملقب بالمقدس، الذي يقول (إعلم أن عموم الأخبار يدل على السقوط بالكليه في زمان الغيبة والحضور بمعنى عدم الوجوب الحتمي وهذه الأخبار هي التي دلت على السقوط حال الغيبة وكون الإيصال مستحباً كما هو مذهب البعض، مع ما مر من عدم تحقق الوجوب إلا قليلاً لعدم وجود دليل قول على الأرباح والمكاسب وعدم الغنيمة)

كذلك السبزواري يقول ( أن المستفاد من الأخبار الكثيرة في بحث الأرباح كصحيحة الحارث بن المغيرة وصحيحة الفضلاء وصحيحة زرارة وصحيحة علي إبن مهيار .. إلى آخره .. إباحة الخمس للشيعة) ويبوب الطوسي في الاستبصار باب بعنوان (باب ما اباحوه لشيعتهم عليهم السلام من الخمس حال الغيبة) وروى في ذلك روايات عديدة، إذا الذي يفهم الآن أن الخمس ساقط عن الشيعة، فكيف صار الشيعة ملزمون به

وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْءٍ فَأَنَّ لِلّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِن كُنتُمْ آمَنتُمْ بِاللّهِ وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ 41 إِذْ أَنتُم بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيَا وَهُم بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوَى وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنكُمْ وَلَوْ تَوَاعَدتَّمْ لاَخْتَلَفْتُمْ فِي الْمِيعَادِ وَلَـكِن لِّيَقْضِيَ اللّهُ أَمْراً كَانَ مَفْعُولاً ( فالآية متعلقة بغنائم الحرب وهي في سورة بعنوان الأنفال إذا الدليل واضح في ذلك، بل إن الدليل أن الله عز وجل قال في آيات كثيرة فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتو الزكاة فإخوانكم في الدين) (اللذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة) .. إلخ ، دائما ويؤتون الزكاة الزكاة الزكاة، ما عرف المسلمون طريبة أخرى غير طريبة الزكاة، أما الخمس فهو تشريع خاص لحال خاص في وقت خاص، بخلاف الزكاة فالزكاة عامة،

 سوف أقرأ عليك الروايات المتعلقة بإسقاط الخمس عن الشيعة:

عن أبي عبد الله وقد سئل من أين دخل على الناس الزنا، قال من قبل خمسنا أهل البيت إلا شيعتنا الأطيبين فإنه محلل لهم لميلادهم، وهذا في كتاب الكافي للكليني المجلد الأول صفحة 546.

كذلك عن أبي عبد الله أيضاً أنه قال إن أشد ما فيه الناس يوم القيامة صاحب الخمس فيقول يا رب خمسي، وقد طيبنا ذلك لشيعتنا لتطيب ولادتهم ولتزكوا أولادهم، كذلك في الكافي صفحة 547 وفقيه من لا يحضره الفقيه المجلد الثاني صفحة 22، وكذلك رواه الطوسي في الإستبصار المجلد 2 صفحة 57.

كذلك عن أبي عبد الله في قوله تعالى ) وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْءٍ فَأَنَّ لِلّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى( قال أبو عبد الله رضي الله عنه وأرضاه هي والله الإفادة يوم بيوم إلا أن أبي جعل شيعته في حل ليزكو، هذا في كتاب الكافي المجلد الأول صفحة 544.

كذلك عن أبي عبد الله قال ( إن الناس كلهم يعيشون في فضل مظلمتنا إلا أنا أحللنا شيعتنا من ذلك، في كتاب من لا يحضره الفقيه.

كذلك عن أبي عبد الله وهو يتحدث عن أنهار الدنيا الخمسة، استفتا فهو لنا وما كان لنا فلشيعتنا وليس لعدونا منه شيء إلا ما غصب عليه، وإن ولينا لفي أوسع مما بين ذه وذه – يعني ما بين السماء والأرض- إذا ماذا قال ما كان لنا فهو لشيعتنا إذا أفضل للشيعي أن يترك التشيع لا يعود الخمس واجبا عليه، مشكله ما كان لنا فهو لشيعتنا مش من شيعتنا، أي أن حق الإمامي ملك لشيعته أباحه لهم، إذا هذه هي الرواية مصدرها كذلك أصول الكافي المجلد 1 صفحة 409

ترهيبهم لمنكر الخمس

كتاب العروة الوثقى لمحسن الطبطبائي مجلد 9

كتاب الخمس وهو من الفرائض  وقد جعلها الله تعالى لمحمد صلى الله عليه وآله وذريته عوضا عن الزكاة اكراما لهم ومن منع منه درهما أو اقل كان مندرجا في الظالمين لهم والغاصبين لحقهم، بل من كان مستحلا لذلك كان من الكافرين

الحدائق الناضرة - المحقق البحراني - ج ١٢ - الصفحة ٣٢٢

ثم إن ما دل عليه صحيحة عبد الله بن سنان من حصر الخمس في الغنائم قد حمله الشيخ (قدس سره) تارة على أن معناه ليس الخمس بظاهر القرآن إلا في الغنائم خاصة