إن شيخ الإسلام ابن تيمية يقرر أن معتقد العصمة كان من آراء ابن سبأ(مجموع فتاوى شيخ الإسلام: (4/518)، منهاج السنة: (4/60).)،
ولكن لم أجد لفظ (العصمة) مأثورًا عن ابن سبأ -في حدود اطلاعي-، ولا شك أن ابن سبأ قد نقل عنه ما يؤدي إلى القول بالعصمة وأعظم، فقد نقل عنه القول بألوهية أمير المؤمنين(انظر: مقالات الإسلاميين: (1/86)، التنبيه والرد: (ص18)، الفرق بين الفرق: (ص21)، الملل والنحل: (1/174)، وانظر في كتب الشيعة: رجال الكشي: (ص106-107)، الرازي/ الزينة: (ص305)، تنقيح المقال
، لكنه لم يقل بالعصمة حسب النظرية الإمامية، وكانت آراؤه في الغالب خاصة بأمير المؤمنين علي، حتى إنه كان أول من قال بالتوقف من الشيعة
القمي/ المقالات والفرق: (ص20 -أي انتظار ظهور الإمام علي ورجعته-.
ويرى القاضي عبدالجبار بأن عقيدة العصمة لم تكن معروفة في زمن الصحابة والتعابعين ولكنها ظهرت في زمن هشام بن الحكم فهو الذي ابتدع هذا القول.
فقال القاضي عبد الجبار: إن القول بعصمة الإمام وبعدم جواز الخطأ والزلل عليه في حال من الأحوال وأنه لا يلحقه سهو ولا غفلة هو في الحقيقة لم يُعرف في عصر الصحابة والتابعين لهم إلى زمن هشام بن الحكم حيث ابتدع هذا القول(تثبيت دلائل النبوة: (2/528).).
ويتفق معه محب الدين الخطيب في تحديد الحقبة الزمنية التي نشأت فيها عقيدة العصمة، لكنه يعزوها إلى شخص آخر من معاصري هشام بن الحكم فيقول: (وأول من اخترع لهم هذه العقيدة الضالة خبيث يسميه المسلمون شيطان الطاق وتسميه الشيعة: مؤمن آل محمد(في رجال الكشي: (ص185)، مؤمن الطاق(،واسمه محمد بن علي الأحول)( مجلة الفتح: المجلد (18) (ص277(
وقد أشار دونلدسن إلى احتمال أن فكرة العصمة قد بدأت عند الشيعة في عصر جعفر الصادق(دونلدسن/ عقيدة الشيعة: (ص329)، محمود صبحي/ نظرية الإمامة: (ص134،
ويلحظ أن هشام بن الحكم، وشيطان الطاق من المعاصرين لجعفر، فلعل هذه العقيدة عرفت عند الشيعة في عصر جعفر الصادق، ولكنها تطورت، ومرت بمراحل حتى استقرت على تلك الصورة التي يعرضها المجلسي.