اولاً دراسة أسانيد الروايات " :
١-عن علي بن ابي طالب ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
:"إني تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تَضلوا، كتاب الله سببه بيد الله وسببه بإيديكم وأهل بيتي "اخرجة ابن ابي عاصم،
ومن خﻻل استعراض سند هذة الرواية نجد أن فيه سفير بن زيد، وقد ضعفه ابو حاتم والنسائي وابو زرعه ويعقوب بن شيبه وابن المديني، فهي روايه ضعيفة ولايُحتج بها
٢-عن ابي سعيد الخدري قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"
اني تركت فيكم الثقلين احدهما اكبر من اﻵخر، كتاب الله عز وجل حبلٌ ممدود من السماء الى اﻷرض وعترتي اهل بيتي، ألا إنهما لن يفترقا حتى يردا علىّ الحوض ".اخرجه أحمد والترمذي وابو يعلى وابن ابي عاصم، وعند استعراض سند هذة الرواية سنجد أن فيه عطية العوفي، وقد ضعفه احمد وقال ان احاديث الكوفيين هذة مناكير كما ورد في" التاريخ الصغير١/٢٦٧"،
وصرّح البخاري بإنه مُتكلم فيه كما ورد في نفس المصدر،
وقال عنه النسائي :ضعيف، اما الدارقطني فقال هو ضعيف حيث كان يروي عن صاحب له اسمه ابوسعيد، فنسب كثير من مروياتة الى ابي سعيد الخدري رضي الله عنه.
٣-عن زيد بن ثابت قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
"اني تارك فيكم خليفتين، كتاب الله حبلٌ ممدود ما بين السماء واﻷرض وعترتي أهل بيتي، وإنهما لن يفترقا حتى يردا علىّ الحوض
"اخرجه أحمد والطبراني،
وعند دراسة سند هذة الرواية سنجد أن فيه القاسم بن حسان،
وقد وثقه احمد بن صالح والعجلي وذكره ابن حبان في الثقات،
وضعفة البخاري وبن قطان والذهبي،
وسكت عنه ابن ابي حاتم،
وكذا في سندة شريك بن عبدالله وهو سيء الحفظ.
٤-عن جابر بن عبدالله قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"أيها الناس إني قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا كتاب الله وعترتي أهل بيتي "اخرجه الترمذي والطبراني، وعند دراسة سند هذة الرواية سنجد فيها زيد بن الحسن اﻷنماطي، قال عنه ابو حاتم :مُنكر الحديث، وقال عنه الذهبي كذلك، وقال عنه ابن حجر :ضعيف.
٥-عن زيد بن ارقم قال :قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً بماء يدعى خم فحمد الله واثنى عليه ....الى قولة علية الصلاة والسلام :واني تاركم فيكم الثقلين، اولهما كتاب الله فيه الهدى والنور، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به، فحث على كتاب الله ورغب فيه ثم قال :واهل بيتي اذكركم الله في اهل بيتي اذكركم الله في اهل بيتي
"اخرجه مسلم، فهذه رواية صحيحة و فيها أمر نبوي بإخذ كتاب الله والتمسك به، كذلك حثنا النبي علية الصلاة والسلام على مراعاته في قرابتهم عن طريق احاطتهم بالمودة والرعاية في اشارة لقوله تعالى
:"قل ﻻ اسئلكم عليه اجراً إﻻ المودة في القربى "كذلك هذة الرواية حددت عترة النبي بكل من حرُمت عليه الصدقه من بني هاشم
-----------------------------------------------------------
.إحدى الخرافات التي يعتقدها هؤلاء هي خرافة الحياة الخالدة للخضر، مع أن هذا يخالف القرآن الكريم، حيث جاء في سورة الأنبياء:
﴿وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ﴾ (الأنبياء/34)،
كما أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال يوم بدر:
«اللهم إن تهلك هذه العصابة اليوم لا تُعبَد في الأرض» (انظر ابن هشام، السيرة النبوية، 1/626.)
ولو كان الخضر حياً وباقياً ومشغولاً بعبادة الله
لما قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم مثل ذلك الكلام.
من هو حجه الله علي خلقه ياشيعه
يقول الإمام الصادق (ع):
«مَا زَالَتِ الْأَرْضُ إِلَّا ولِـلَّهِ فِيهَا الحُجَّةُ يُعَرِّفُ الحَلَالَ وَالحَرَامَ وَيَدْعُو النَّاسَ إِلَى سَبِيلِ الله»
(الكليني، أصول الكافي، كتاب الحجة، بَابُ أَنَّ الأَرْضَ لا تَخْـلُو مِنْ حُجَّةٍ، ج1/ص178.)
ويقول الإمام محمد الباقر (ع) أيضاً:
«وَاللهِ مَا تَرَكَ اللهُ أَرْضاً مُنْذُ قَبَضَ آدَمَ (ع) إِلَّا وَفِيهَا إِمَامٌ يُهْتَدَى بِهِ إِلَى الله وَهُوَ حُجَّتُهُ عَلَى عِبَادِهِ وَلَا تَبْقَى الْأَرْضُ بِغَيْرِ إِمَامٍ حُجَّةٍ لِـلَّهِ عَلَى عِبَادِهِ(الكليني، أصول الكافي، كتاب الحجة، بَابُ أَنَّ الأَرْضَ لا تَخْـلُو مِنْ حُجَّةٍ، ج1/ص179)
وفي رواية أخرى يقول الإمام الصادق (ع) كذلك:
«الْأَوْصِيَاءُ هُمْ أَبْوَابُ الله عَزَّ وَجَلَّ الَّتِي يُؤْتَى مِنْهَا وَلَوْلَاهُمْ مَا عُرِفَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ وَبِهِمُ احْتَجَّ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى عَلَى خَلْقِهِ»
( الكليني، أصول الكافي، كتاب الحجة، بَابُ أَنَّ الأَئِمَّةَ (ع) خُلَفَاءُ الله عَزَّ وَجَلَّ فِي أَرْضِهِ وَأَبْوَابُهُ الَّتِي مِنْهَا يُؤْتَى، ج1/ص193.)
وجاء علي لسان الائمه في كتب الشيعه
إن النبيّ (صلى الله عليه وآله) قال: [ما جاءكم عنّي لا يوافق القرآن فلم أقُلْه
الحر العاملي، وسائل الشيعة، ج 18/ص 79 ، الباب 9 من أبواب صفات القاضي، الحديث 15، وفيه بدل "لا يوافق القرآن" : "يخالف كتاب الله .
وقول أبي جعفر وأبي عبد الله (عليهما السلام
لا يُصدّق علينا إلا ما يوافق كتابَ الله وسنّةَ نبيّه صلّى الله عليه وآله]
الحر العاملي، وسائل الشيعة، ج 18/ص 89، الباب 9 من أبواب صفات القاضي، الحديث 47، وفيه بدل "لا يصدق" : "لا تصدق".).
وقوله عليه السلام: [إذا جاءكم حديثٌ عنَّا فوجدتم عليه شاهداً أو شاهدين من كتاب الله فخذوا به، وإلا فقفوا عنده، ثم ردّوه إلينا حتى نبيِّن لكم
الحر العاملي، وسائل الشيعة، ج 18/ص 80، الباب 9 من أبواب صفات القاضي، الحديث 18. وفيه: "حتى يستبين"..
ورواية ابن أبي يعفور قال
سألتُ أبا عبد الله عليه السلام عن اختلاف الحديث، يرويه من نثق به ومن لا نثق به؟ قال:
إذا ورد عليكم حديثٌ فوجدتم له شاهداً من كتاب الله أو من قول رسول الله (صلى الله عليه وآله) فخذوا به، وإلا فالذي جاءكم به أولى به
الحر العاملي، وسائل الشيعة، ج 18/ص 78، الباب 9 من أبواب صفات القاضي، الحديث 11. وقوله عليه السلام لمحمد بن مسلم:
ما جاءك من روايةٍ - من برٍّ أو فاجرٍ - يوافق كتاب الله فخُذْ به، وما جاءك من روايةٍ - من برٍّ أو فاجر - يخالف كتاب الله فلا تأخذ به
النوري الطبرسي، مستدرك الوسائل، 17: 304، الباب 9 من أبواب صفات القاضي، الحديث 5.
وقوله عليه السلام ما جاءكم من حديث لا يصدِّقُه كتابُ الله فهو باطل]
النوري الطبرسي، مستدرك الوسائل 17: 304، الباب 9 من أبواب صفات القاضي، الحديث 7. وفيه: "ما أتاكم .
وقول الصادق عليه السلام: [
كلُّ شيءٍ مردودٌ إلى كتاب الله والسنَّة، وكلُّ حديث لا يوافق كتاب الله فهو زخرف
الحر العاملي، وسائل الشيعة، ج 18/ص 79، الباب 9 من أبواب صفات القاضي، الحديث 14. .
وصحيحة هشام بن الحكم عن أبي عبد الله عليه السلام:
لا تقبلوا علينا حديثاً إلا ما وافق الكتاب والسنة، أو تجدون معه شاهداً من أحاديثنا المتقدّمة، فإن المغيرة بن سعيد لعنه الله دسَّ في كتب أصحاب أبي أحاديث لم يحدِّث بها أبي،فاتّقوا الله ولا تقبلوا علينا ما خالف قول ربِّنا وسنَّة نبيِّنا صلّى الله عليه وآله
المجلسي، بحار الأنوار، ج2/ص 250، الحديث
( الشيخ الأنصاري، فرائد الأصول (أو «الرسائل»)، ج1/ص 243
وكذلك جاء في بحار الأنوار (ج2 /ص301
« [الأمالي للشيخ الطوسي
بسنده عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عَنْ أَبِيهِ (ع) عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ
أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم قَالَ فِي خُطْبَتِهِ إِنَّ أَحْسَنَ الحَدِيثِ كِتَابُ اللهِ وخَيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ وشَرَّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا وكُلُّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ وكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ
وفي مستدرك الوسائل (ج 12/ ص 322 قَالَ صلى الله عليه وآله وسلم مَنْ أَحْدَثَ فِي الْإِسْلَامِ أَوْ آوَى مُحْدِثاً فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ والمَلَائِكَةِ والنَّاسِ أَجْمَعِينَ».
الحر العاملي (الشيخ أبو جعفر محمد بن الحسن) (1104ه-. وسائل الشيعة إلى تحصيل مسائل الشريعة: ط1، قم، مؤسسه آل البيت لإحياء التراث، 1409ه- [29 مجلدا]، أَبْوَابُ قِرَاءَةِ القُرْآنِ ولوْ فِي غَيْرِ الصَّلاةِ/ 3- بَابُ اسْتِحْبَابِ التَّفَكُّرِ فِي مَعَانِي القُرْآنِ، ج 6 /ص171، ح
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عَنْ آبَائِهِ (ع) قَال
قَال رَسُول اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم فِي حَدِيثٍ:
إِذَا التَبَسَتْ عَليْكُمُ الفِتَنُ كَقِطَعِ الليْل المُظْلمِ
فَعَليْكُمْ بِالقُرْآنِ فَإِنَّهُ شَافِعٌ مُشَفَّعٌ ومَاحِل مُصَدَّقٌ
ومَنْ جَعَلهُ أَمَامَهُ
قَادَهُ إِلى الجَنَّةِ ومَنْ جَعَلهُ خَلفَهُ سَاقَهُ إِلى النَّارِ»،
ويؤيده الحديث الآخر:
«قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ (ع) فِي حَدِيثٍ: يُدْعَى ابْنُ آدَم الْمُؤْمِنُ لِلْحِسَابِ فَيَتَقَدَّمُ الْقُرْآنُ أَمَامَهُ فِي أَحْسَنِ صُورَةٍ فَيَقُولُ يَا رَبِّ أَنَا الْقُرْآنُ وهَذَا عَبْدُكَ الْمُؤْمِنُ قَدْ كَانَ يُتْعِبُ نَفْسَهُ بِتِلاوَتِي ويُطِيلُ لَيْلَهُ بِتَرْتِيلِي وَتَفِيضُ عَيْنَاهُ إِذَا تَهَجَّدَ فَأَرْضِهِ كَمَا أَرْضَانِي قَالَ فَيَقُولُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ عَبْدِي ابْسُطْ يَمِينَكَ فَيَمْلَؤُهَا مِنْ رِضْوَانِ اللهِ ويَمْلأُ شِمَالَهُ مِنْ رَحْمَةِ اللهِ ثُمَّ يُقَالُ هَذِهِ الْجَنَّةُ مُبَاحَةٌ لَكَ فَاقْرَأْ وَاصْعَدْ فَإِذَا قَرَأَ آيَةً صَعِدَ دَرَجَة»،وسائل الشيعة، أَبْوَابُ قِرَاءَةِ القُرْآنِ ولوْ فِي غَيْرِ الصَّلاةِ /1- بَابُ وُجُوبِ تَعَلمِ القُرْآنِ وتَعْليمِهِ، ج 6 /ص 166، ح (7638).
( نهج البلاغة، الخطبة 91. ).علي عليه السلام أيضاً اعتبر أن الأنبياء فقط هم الحجَّة وقال:«.. تَعَاهَدَهُمْ بِالحُجَجِ عَلَى أَلْسُنِ الْخِيَرَةِ مِنْ أَنْبِيَائِهِ ومُتَحَمِّلِي وَدَائِعِ رِسَالاتِهِ قَرْناً فَقَرْناً حَتَّى تَمَّتْ بِنَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وآله حُجَّتُهُ...»
وفي أصول الكافي أيضاً ( ج 2 /ص606، ح 9 بسنده عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ قَالَ:«قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم يَا مَعَاشِرَ قُرَّاءِ الْقُرْآنِ اتَّقُوا اللهَ عَزَّ وجَلَّ فِيمَا حَمَّلَكُمْ مِنْ كِتَابِهِ فَإِنِّي مَسْئُولٌ وإِنَّكُمْ مَسْئُولُونَ إِنِّي مَسْئُولٌ عَنْ تَبْلِيغِ الرِّسَالَةِ وأَمَّا أَنْتُمْ فَتُسْأَلُونَ عَمَّا حُمِّلْتُمْ مِنْ كِتَابِ اللهِ وسُنَّتِي».
وكذلك جاء في بحار الأنوار (ج2 /ص301 نقلاً عن كتاب المحاسن بسنده عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (ع قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم فِي خُطْبَتِهِ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا اللهَ مَا مِنْ شَيْءٍ يُقَرِّبُكُمْ مِنَ الجَنَّةِ ويُبَاعِدُكُمْ مِنَ النَّارِ إِلَّا وقَدْ نَهَيْتُكُمْ عَنْهُ وأَمَرْتُكُمْ بِهِ »
الكُلَيْني في الكافي ج2 /ص74 بلفظ قريب هو:«عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ قَالَ خَطَبَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ فَقَالَ:
يَا أَيُّهَا النَّاسُ! واللهِ مَا مِنْ شَيْءٍ يُقَرِّبُكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ ويُبَاعِدُكُمْ مِنَ النَّارِ إِلا وقَدْ أَمَرْتُكُمْ بِهِ ومَا مِنْ شَيْءٍ يُقَرِّبُكُمْ مِنَ النَّارِ ويُبَاعِدُكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ إِلا وقَدْ نَهَيْتُكُمْ عَنْهُ...» .
والقرآن تبياناً لكل شيء وهو القائل جل جلاله:﴿ وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً ﴾ [الإسراء:15]،
والقائل أيضاً:﴿ وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُضِلَّ قَوْمًا بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُم مَّا يَتَّقُونَ ﴾ [التوبة:115
والقائل أيضاً :﴿أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ القُرْآَنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا﴾[محمد/24].
والقائل أيضاً(الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا المائده
أي بيّنت لكم شرائع دينكُمْ من الْحَلَال وَالْحرَام وَالْأَمر وَالنَّهْي
ويقول ﴿عَالِمُ الغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا (26) إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا (27) لِيَعْلَمَ أَنْ قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالَاتِ رَبِّهِمْ وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا﴾ [الجن/26-28]،
الله تعالى يبين لنا في القرآن أنه أتم الحجة على الناس برسله وأنه باختتام الرسل تمَّت حجة الله وانتهت: قال تعالى:
﴿رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللهُ عَزِيزًا حَكِيمًا﴾ (النساء/165)
فهذه الآيات تبيِّن بوضوح أن الله تعالى أتم الحجة على عباده برسله وبواسطة كتبهم وتعاليمهم،
وقد جاء نحو ذلك في الخطبة رقم 90 المعروفة باسم «خطبة الأشباح»
في «نهج البلاغة» ونصه:
فَأَهْبَطَهُ [أي آدم عليه السلام] بَعْدَ التَّوْبَةِ لِيَعْمُرَ أَرْضَهُ بِنَسْلِهِ ولِيُقِيمَ الحُجَّةَ بِهِ عَلَى عِبَادِهِ ولَمْ يُخْلِهِمْ بَعْدَ أَنْ قَبَضَهُ مِمَّا يُؤَكِّدُ عَلَيْهِمْ حُجَّةَ رُبُوبِيَّتِهِ ويَصِلُ بَيْنَهُمْ وبَيْنَ مَعْرِفَتِهِ بَلْ تَعَاهَدَهُمْ بِالحُجَجِ عَلَى أَلْسُنِ الْخِيَرَةِ مِنْ أَنْبِيَائِهِ ومُتَحَمِّلِي وَدَائِعِ رِسَالاتِهِ قَرْناً فَقَرْناً حَتَّى تَمَّتْ بِنَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ (صلى الله عليه وآله) حُجَّتُهُ وبَلَغَ المَقْطَعَ عُذْرُهُ ونُذُرُهُ».
و نهج البلاغة، الخطبة 91. ..
علي عليه السلام أيضاً اعتبر أن الأنبياء فقط هم الحجَّة وقال
تَعَاهَدَهُمْ بِالحُجَجِ عَلَى أَلْسُنِ الْخِيَرَةِ مِنْ أَنْبِيَائِهِ ومُتَحَمِّلِي وَدَائِعِ رِسَالاتِهِ قَرْناً فَقَرْناً حَتَّى تَمَّتْ بِنَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وآله حُجَّتُهُ...»ويقول: «بَعَثَ الله رُسُلَهُ بِمَا خَصَّهُمْ بِهِ مِنْ وَحْيِهِ وجَعَلَهُمْ حُجَّةً لَهُ عَلَى خَلْقِهِ لِئَلا تَجِبَ الحُجَّةُ لَهُمْ بِتَرْكِ الإعْذَارِ إِلَيْهِمْ
ونهج البلاغة، خطبة 144.
يعتبر القرآن الكريم حجَّةً كافيةً ويقول في وصفه
:«وأَنْزَلَ عَلَيْكُمُ الْكِتَابَ تِبْياناً لِكُلِّ شَيْءٍ وعَمَّرَ فِيكُمْ نَبِيَّهُ أَزْمَاناً حَتَّى أَكْمَلَ لَهُ ولَكُمْ فِيمَا أَنْزَلَ مِنْ كِتَابِهِ دِينَهُ الَّذِي رَضِيَ لِنَفْسِهِ وأَنْهَى إِلَيْكُمْ عَلَى لِسَانِهِ مَحَابَّهُ مِنَ الأعْمَالِ ومَكَارِهَهُ ونَوَاهِيَهُ وأَوَامِرَهُ وأَلْقَى إِلَيْكُمُ المَعْذِرَةَ واتَّخَذَ عَلَيْكُمُ الحُجَّةَ»
، ويقول:«أَرْسَلَهُ بِحُجَّةٍ كَافِيَةٍ ومَوْعِظَةٍ شَافِيَةٍ »نهج البلاغة، خطبة 161.
، ويقول كذلك:«فَالْقُرْآنُ آمِرٌ زَاجِرٌ وصَامِتٌ نَاطِقٌ حُجَّةُ الله عَلَى خَلْقِهِ
نهج البلاغة، خطبة 183.
وكذلك جاء في بحار الأنوار (ج2 /ص301«نقلاً عن كتاب المحاسن بسنده عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم فِي خُطْبَتِهِ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا اللهَ مَا مِنْ شَيْءٍ يُقَرِّبُكُمْ مِنَ الجَنَّةِ ويُبَاعِدُكُمْ مِنَ النَّارِ إِلَّا وقَدْ نَهَيْتُكُمْ عَنْهُ وأَمَرْتُكُمْ بِهِ »(والحديث رواه الكُلَيْني في الكافي ج2 /ص74
يقول الإمام علي (ع) أيضاً في الصحيفة العلوية في دعائه بعد التسليم في الصلاة: «إن رسولك محمداً نبيي وإن الدين الذي شرعت له ديني وإن الكتاب الذي أُنزل إليه إمامي».
وقد جعل الإمام الصادق (ع) أيضاً القرآن الكريم إماماً
كما جاء ذلك في رواية وردت في «وسائل الشيعة»
الباب الثالث من أبواب القرآن يشير إلى الحديث الذي جاء فيه: «عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عَنْ آبَائِهِ (ع) قَال قَال رَسُول اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم فِي حَدِيثٍ:
إِذَا التَبَسَتْ عَليْكُمُ الفِتَنُ كَقِطَعِ الليْل المُظْلمِ فَعَليْكُمْ بِالقُرْآنِ فَإِنَّهُ شَافِعٌ مُشَفَّعٌ ومَاحِل مُصَدَّقٌ ومَنْ جَعَلهُ أَمَامَهُ قَادَهُ إِلى الجَنَّةِ ومَنْ جَعَلهُ خَلفَهُ سَاقَهُ إِلى النَّارِ»،
الحر العاملي (الشيخ أبو جعفر محمد بن الحسن) (1104ه-. )، وسائل الشيعة إلى تحصيل مسائل الشريعة: ط1، قم، مؤسسه آل البيت لإحياء التراث، 1409ه- [29 مجلدا]، أَبْوَابُ قِرَاءَةِ القُرْآنِ ولوْ فِي غَيْرِ الصَّلاةِ/ 3- بَابُ اسْتِحْبَابِ التَّفَكُّرِ فِي مَعَانِي القُرْآنِ، ج 6 /ص171، ح (7657).
والحديث الآخر: «قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ (ع) فِي حَدِيثٍ:
يُدْعَى ابْنُ آدَم الْمُؤْمِنُ لِلْحِسَابِ فَيَتَقَدَّمُ الْقُرْآنُ أَمَامَهُ فِي أَحْسَنِ صُورَةٍ فَيَقُولُ يَا رَبِّ أَنَا الْقُرْآنُ وهَذَا عَبْدُكَ الْمُؤْمِنُ قَدْ كَانَ يُتْعِبُ نَفْسَهُ بِتِلاوَتِي ويُطِيلُ لَيْلَهُ بِتَرْتِيلِي وَتَفِيضُ عَيْنَاهُ إِذَا تَهَجَّدَ فَأَرْضِهِ كَمَا أَرْضَانِي قَالَ فَيَقُولُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ عَبْدِي ابْسُطْ يَمِينَكَ فَيَمْلَؤُهَا مِنْ رِضْوَانِ اللهِ ويَمْلأُ شِمَالَهُ مِنْ رَحْمَةِ اللهِ ثُمَّ يُقَالُ هَذِهِ الْجَنَّةُ مُبَاحَةٌ لَكَ فَاقْرَأْ وَاصْعَدْ فَإِذَا قَرَأَ آيَةً صَعِدَ دَرَجَة»،
وسائل الشيعة، أَبْوَابُ قِرَاءَةِ القُرْآنِ ولوْ فِي غَيْرِ الصَّلاةِ /1- بَابُ وُجُوبِ تَعَلمِ القُرْآنِ وتَعْليمِهِ، ج 6 /ص 166، ح (7638).
ما رُوي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم طبقاً لما أورده المجلسيّ في بحار الأنوار ج92، ص17- من قوله:
«القرآن إمام كل مسلم».
قد امرنا الله باقامة صلاة الجمعه قال تعالي
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (9) فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (10)
وممَّا روي عَنْ عَلِيٍّ عليه السلام فيما يَتَعَلَّقٌ بصلاة الجُمُعَةِ
إنما فرض الله تعالى على المسلمين في كلِّ جُمُعَةٍ صلوةً واحدةً في جماعةٍ وهي صلوةُ الجمعةِ. يقول الله عَزَّ وَجَلَّ في كتابه:
((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِي لِلصَّلاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ. فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلاةُ فَانتَشِرُوا فِي الأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)) [الجمعة:9 -10].
ظاهر الآيات يدلُّ على وجوب صلوة الجمعة على كل من آمن بالله ورسوله، إلا من أخرجه دليلٌ شرعيٌّ،
ولذلك قال أمير المؤمنين عليٌّ عليه السلام:
«الْجُمُعَةُ وَاجِبَةٌ عَلَى كُلِّ مُؤْمِنٍ إِلا عَلَى الصَّبِيِّ والْمَرِيضِ والْمَجْنُونِ والشَّيْخِ الْكَبِيرِ والأَعْمَى والْمُسَافِرِ والْمَرْأَةِ والْعَبْدِ الْمَمْلُوكِ ومَنْ كَانَ عَلَى رَأْسِ فَرْسَخَيْنِ».
رواه ابن بابوية في كتاب "من لا يحضره الفقيه"( من لا يحضره الفقيه، (1/431).
فإذا شهد الجمعة من لا تجب عليه، فإنها تجزئة عن صلوة الظهر كما رُوِيَ عن علي عليه السلام أنه قال:
«إذا شهدت المرأة والعبد الجمعة أجزأت عنهما يعنى من صلوة الظهر»( دعائم الإسلام، للقاضي النعمان بن محمد، (1/181).).
ويُكْرَه السفر في يوم الجمعة قبل أداء الصلوة إلا لضرورة كما رُوِيَ في "نَهْج البَلاغَة"
عن عليٍّ عليه السلام قال:
«لا تُسَافِرْ فِي يَوْمِ جُمُعَةٍ حَتَّى تَشْهَدَ الصَّلاةَ إِلا فَاصِلاً فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ فِي أَمْرٍ تُعْذَرُ بِهِ»
نهج البلاغة، ك (69).
ووقت صلوة الجمعة، ساعة زوال الشمس كما قال الإمام عليه السلام: «تُصَلَّى الجمعة وقت الزوال»( دعائم الإسلام، (1/140).).
وصلوة الجمعة خطبتان وركعتان كما روي عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال:
«إِنَّمَا جُعِلَتِ الْجُمُعَةُ رَكْعَتَيْنِ مِنْ أَجْلِ الْخُطْبَتَيْنِ جُعِلَتَا مَكَانَ الرَّكْعَتَيْنِ الأَخِيرَتَيْنِ»
ومن لا يحضره الفقيه، (1/417).
ومن آداب صلوة الجمعة، تسليم الإمام على المأمون إذا صعد المنبر، كما جاء في رواية محمد بن الحسن الطوسي بإسناده عن عليٍّ عليه السلام قال: «من السنَّة إذا صعد الإمام المنبر أن يسلِّمَ إذا استقبل الناس»
انظر: وسائل الشيعة، (5/43).
والسؤال هو لماذا عطلت الشيعه اقامه صلاه الجمعه؟؟؟
ولماذا تكذب الشيعه وتزعم انهم من اتباع آل البيت؟؟؟
وصدق رب العزه في كتابه
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ (2) كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ (3) الصف