لا يخفى علي أحد أن أحد الاختلاف التي انفردت بها العقيده الشيعيه وانفردت بها عن فرق المسلمين هي مسألة الخلافة والإمامة، ومن هذه المسألة تشعَّبت سائر الاختلافات الأخرى، وقد أخذت مسألة الإمامة،
بمعنى الامامه التشريعيه والتكوينيه
واعتقدت أن الأئمة الاثني عشر مفترضو الطاعة، منصوص عليهم ومنصوبون من قبل الله تعالى ورسوله (صلى الله عليه وآله) للعالمين،واعتبرت أن من جحد ذلك عَمْداً وعِناداً، خرج عن حقيقة الإيمان وصار محروماً من السعادة الأبدية، ولو كان مؤمناً ببقية العقائد الإسلامية كإيمانه بالله تعالى ورسوله، وقائماً بسائر الفرائض الدينية،وذلك لكونه ينكر أصلاً من أصول الدين ألا وهو أصل الإمامة، بعد أن قامت عليه الحجة فيه.
و مستند الشيعة الإمامية في عقيدتهم هذه، ليس إلا الأحاديث والأخبار التي جاءت في كتبهم وقالوا بتواتر مضمونها تواتراً معنوياً.
وإلا فليس في كتاب الله تعالى ذكرٌ صريحٌ ولا خبرٌ عن إمامة الأئمة الاثني عشر، اللهم إلا بالتأويل والتقدير بالقوّة لبعض الآيات، لحملها على مفاد الأخبار الواردة، لكن مثل هذا التأويل ، وطبقاً لصريح آيات القرآن، لا يجوز أبداً،ذلك لأن الله سبحانه وتعالى جعل القرآن كتاباً بيِّناً مفصلاً ونوراً مُبِيْنَاً وهدىً للناس، ويسَّره للذكر واعتبره قابلاً للفهم والتدبر، وفرقاناً يفرق بين الحق والباطل،ومعنى ذلك كله أن القرآن الكريم كتابٌ واضحٌ بيِّنٌ على المسلمين أن يرجعوا إلى بيانه ويتدبّروا معانيه الظاهرة ويفهموه لكي يميزوا به بين الحق والباطل،فما وافقه من حديثٍ أو خبرٍ قبلوه، وما خالفه تركوه،لا ان نقوم ببتر الايات ونؤولها لاثبات مانريد
لذلك يجب فهم معاني الأخبار على ضوء ما يقوله القرآن الكريم، لا أن تُحْمَل آيات القرآن ويلوى عنقها لتنطبق على مفاد الأخبار!
والسؤال كيف يسوغ لأحد أن يقلّد في أمر هو من أصول الدين وعليه (كما يزعمون ) مدار السعادة أو الشقاء الأبديين؟
ولنا ان نتساءل ابتداءً إذا كان القرآن الكريم، الذي يقول عن نفسه ﴿هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ..﴾ [آل عمران/138]،-- ﴿هُدًى لِلنَّاسِ﴾ [البقرة/185]،
﴿هُدًى لِلْمُتَّقِينَ﴾ [البقرة/2].--- (شِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ﴾ [يونس/57].--- (أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً (وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ﴾ [العنكبوت/51].
--- (هَذَا بَلَاغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنْذَرُوا بِهِ وَلِيَعْلَمُوا أَنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُولُو الأَلْبَابِ﴾ [إبراهيم/52].---
﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا (174) فَأَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا بِاللهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا﴾ [النساء/174- 175].
ويقول ﴿عَالِمُ الغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا (26) إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا (27) لِيَعْلَمَ أَنْ قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالَاتِ رَبِّهِمْ وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا﴾ [الجن/26-28
الله تعالى يبين لنا في القرآن أنه أتم الحجة على الناس برسله وأنه باختتام الرسل تمَّت حجة الله وانتهت:
قال تعالى: ﴿رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللهُ عَزِيزًا حَكِيمًا﴾ (النساء/165)
وإذا تدبرنا الآية التي جاءت قبل هذه الآية مباشرةً وجدناها تقول:
﴿إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآَتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا . وَرُسُلاً قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَرُسُلاً لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللهُ مُوسَى تَكْلِيماً. رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللهُ عَزِيزًا حَكِيمًا ﴾ [النساء/163- 165]
فهذه الآيات تبيِّن بوضوح أن الله تعالى أتم الحجة على عباده برسله وبواسطة كتبهم وتعاليمهم والحديث رواه الكُلَيْني في الكافي ج2 /ص74 بلفظ قريب هو: «عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ قَالَ خَطَبَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ فَقَالَ:
يَا أَيُّهَا النَّاسُ! واللهِ مَا مِنْ شَيْءٍ يُقَرِّبُكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ ويُبَاعِدُكُمْ مِنَ النَّارِ إِلا وقَدْ أَمَرْتُكُمْ بِهِ ومَا مِنْ شَيْءٍ يُقَرِّبُكُمْ مِنَ النَّارِ ويُبَاعِدُكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ إِلا وقَدْ نَهَيْتُكُمْ عَنْهُ...»
أما بالنسبة إلى الشرع فنحن نرى اختلاف فرق الشيعه في الاعتقاد بعدد الائمه
1- أن الزيدية مثلاً الذين يُعَدُّون من فرق الشيعة ولديهم علماء كبار وكتب عديدة، يدَّعون انحصار الإمامة في أربعة أشخاص أي الإمام علي وحتى الإمام زين العابدين (رغم أن الزيدية يطلقون على سائر أئمتهم الذين جاؤوا بعد أولئك الأئمة الأربعة لقب إمام أيضاً) ولا يعتبرون بقية أئمة الشيعة الإمامية أئمةً منصوصاً عليهم مِنْ قِبَل الله ويستدلون على قولهم بآلاف الأدلة والأحاديث الواردة في كتبهم.
2- الإسماعيلية يعتقدون بأول ستة أئمة من أئمة الإمامية فقط [أي من الإمام عليّ حتى الإمام جعفر الصادق] وينكرون إمامة البقية [ويدينون بإمامة غيرهم]، ويقيمون دلائل كثيرة على قولهم،
3- كذلك المذاهب الأخرى التي تشعبت عن الشيعة وكلها تدعي التشيع الصحيح وربما يتجاوز عددُها السبعين.
ولمن أراد الوقوف على ذلك عليه أن يرجع إلى كتاب «فرق الشيعة» للنوبختي، وكتاب «المقالات والفرق»للعالم الشيعي الكبير سعد بن عبد الله الأشعري القمي الذي كان من أصحاب حضرة الإمام الحسن العسكري. وهكذا يعتقد كثير من تلك المذاهب بأن الإمامة وعدد الأئمة منحصران بعدد معين من الأئمة الذين يرون إمامتهم. وكل فرقه لها عدد تعتقد به لكن القرآن الكريم لا يعتبر الإمامة، سواء كانت إمامة هداية وإرشاد أم إمامة كفر وضلال منحصرة بأفراد محدَّدين.
================================================
هل الامامه شرط من شروط الايمان او دخول الجنه يا شيعه ؟
لقد حدَّد الحقّ تعالى أصول الدين التي يكفر من أنكرها ولم يذكر من ضمنها الإمام فلم يقل مثلاً: «و من يكفر بالأئمة»
والكفر حكم شرعي، والكافر من كفّره الله ورسوله صلى الله عليه وسلم،فليس الكفر حقاً لأحد من الناس، بل هو حق الله تعالى -والكفر ---كفر تكذيب، أو استحلال، أو عناد، أو تولي، وإعراض.
وأساس العقيدة الإسلامية
هي أصول الإيمان الستة التي ذكرها الله سبحانه وذكرها رسول الله صلى الله عليه وسلم في غير موضع.
قال الله تعالى: {لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ}( البقرة الآية : 177) .
وقال تعالى: {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ}( البقرة الآية: 285)،
وقال تعالى: {وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا}( النساء الآية: 136)،
وقال تعالى: {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ}( القمر الآية: 49).
وقال تعالي: { وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا} (69) النساء
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَارِزًا يَوْمًا لِلنَّاسِ فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ فَقَالَ:
مَا الْإِيمَانُ؟
قَالَ: {الْإِيمَانُ "أن تؤمن باللَّه وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر؛ وتؤمن بالقدر خيره وشره"
"والإسلام أن تشهد أن لا إله إلا اللَّه وأن محمدا رَسُول اللَّهِ، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا"
ولم يأت على الأئمة بذكر,إذا كان الأمر كذلك فلنا أن نسأل: هل يملك أولئك الرواة العوام الجاهلون بالقرآن الحقَّ بإضافة أمور جديدة إلى معيار الإيمان والكفر؟!
وعقلاً:
إذا قلنا إن حجة الله بين المسلمين اليوم هي كتاب الله (القرآن) نكون قد قلنا صواباً، لا سيما أن الله تعالى يقول: ﴿لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ......﴾ (الحديد/25
ولا شكَّ يجب أنْ نتبع كتابَ الله، ومَن شكَّ في ذلك، فقد كفَر وفي كتاب الله الأمرُ باتِّباع سُنَّة النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّمَ؛ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ ،
وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} [الحشر: 7]،
{مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ} [النساء: 80]
و{قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ} [آل عمران: 31].
﴿ قل أطيعوا الله والرسول... ﴾ [آل عمران:32]
﴿ وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع بإذن الله... ﴾ [النساء:
ومن يتدبر القرءان نجد ىيات عديده عن اوصاف من يدخل الجنة
ولانجد ذكر للائمه !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
قال تعالي وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (82)
ويقول ---وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا (124)
ويقول ---- فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا (59) إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ شَيْئًا (60) جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدَ الرَّحْمَنُ عِبَادَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّهُ كَانَ وَعْدُهُ مَأْتِيًّا (61) لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا إِلَّا سَلَامًا وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيًّا (62) تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَنْ كَانَ تَقِيًّا (63) وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا وَمَا بَيْنَ ذَلِكَ وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا (64)
ويقول---- إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَخْبَتُوا إِلَى رَبِّهِمْ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (23)
ويقول ----إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (111)
يظهر أن أولئك الرواة لم يكن لهم اهتمام بالقرآن وأضافوا إلى دين الله كلَّما أملته عليهم أهواؤهم.
فيجب أن نقول: ﴿وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآَيَاتِهِ﴾
===================================================
هل حدد القران اوصاف من يجب طاعتهم ومعصيتهم ؟؟
واين ذكر ان الائمه علي مباني الشيعه انهم مفترضوا الطاعه ولايوجد لهم ذكر في القران ؟؟
في القرآن الكريم آيات عديدة تحدد من تجب طاعته ومن تجب معصيته ولم يحصر سبحانه أولي الأمر بعدد معين وهذا واضح جلي والقرآن الكريم أمر بالطاعة المطلقة إلا لِـلَّـه ورسوله فقط،وذلك في قوله تعالى
﴿ قل أطيعوا الله والرسول... ﴾ [آل عمران:32]،
﴿ وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع بإذن الله... ﴾ [النساء:64]،
﴿ من يطع الرسول فقد أطاع الله... ﴾ [النساء:80].
أما ما عدا الله تعالى ورسوله فطاعته مشروطة بالعمل بكتاب الله وسنة رسوله:
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا أَطِيعُوا الله وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى الله وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِالله وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً ﴾ [النساء:59].
والدليل علي ذلك ----عندما كتب
أميرُ المؤمنين عليٌّ عليه السلام كتاباً جامعاً للأشتر النَّخْعِيّ ( (راجع خلاصة الأقوال، للعلامة الحليّ، (ص:277).حين ولاَّه مصرَ،
رواه الشَّرِيْف الرَّضِيّ في نهج البلاغة"، وابن شُعْبَةَ الحرَّانيُّ في كتابه "تُحَفُ العُقُولِ"
،«وَارْدُدْ إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ مَا يُضْلِعُكَ مِنَ الْخُطُوبِ وَيَشْتَبِهُ عَلَيْكَ مِنَ الأُمُورِ، فَقَدْ قَالَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ لِقَوْمٍ أَحَبَّ إِرْشَادَهُمْ:((يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ))
فَالرَّدُّ إِلَى اللَّهِ الأَخْذُ بِمُحْكَمِ كِتَابِهِ، وَالرَّدُّ إِلَى الرَّسُولِ،الأَخْذُ بِسُنَّتِهِ الْجَامِعَةِ غَيْرِ الْمُفَرِّقَةِ»
نهج البلاغة، الكتاب (53)، و"تحف العقول"، (ص:130).
وحددت كثير من الآيات صفات من تجب طاعته كقوله تعالى: ﴿ ووَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (100)﴾ [التوبة:
﴿ أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لا يَهِدِّي إِلا أَنْ يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ؟ ﴾ [يونس:35
﴿ وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ﴾ [لقمان:15 ﴿ وَقَالَ الَّذِي ءَامَنَ يَاقَوْمِ اتَّبِعُونِ أَهْدِكُمْ سَبِيلَ الرَّشَادِ ﴾ [غافر:38 .
ونحوها من الآيات الكريمة
في حين بينت آيات عديدة أخرى صفات من تجب معصيتهم وتحرم طاعتهم،
مثل﴿ ولا تتبع سبيل المفسدين ﴾ [الأعراف:142 ﴿ وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا ﴾ [الكهف:28]،
﴿ وَلا تُطِيعُوا أَمْرَ المُسْرِفِينَ. الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ وَلا يُصْلِحُونَ ﴾ [الشعراء:151-152]، ﴿ ولا تتبع أهواء الذين لا يعلمون ﴾ [الجاثية:18 ﴿ فَلا تُطِعِ المُكَذِّبِينَ. وَدُّوا لَو تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ. وَلا تُطِعْ كُلَّ حَلافٍ مَهِينٍ. هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ. مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ. عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ ﴾ [القلم:8-13 ﴿ فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلا تُطِعْ مِنْهُمْ ءَاثِمًا أَو كَفُورًا ﴾ [الإنسان:24]،
فلو كان ثمة أئمة حكامٌ منصوصٌ عليهم ومعصومون، وبالتالي الوحيدون الذين تجب طاعتهم المطلقة على المؤمنين ،لقال الشارع عليكم طاعة فلان وفلان فقط، ولما كان هناك حاجة لمثل تلك الأوامر والنواهي الكلية في حين أن هذه التعاليم تعتبر دستوراً تسترشد به الأمة
في تعيينها لحاكمها، وتميّز به بين اللائق لهذا المقام ومن لا يليق به، أي أن زمن المسؤولية ابتدأ مع ابتداء عهد ختم النبوَّة، مع التذكير ايها القارئ العزيز
قال تعالى:﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي﴾ [المائدة/3].
وقوله أيضاً:﴿وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ﴾ [النحل/89]، وأمثال هذه الآيات.
رُوِيَ في «الكافي» [للكُلَيْنِيّ] بإسناده عن أبي عبد الله [الإمام الصادق عَلَيْهِ السَّلامُ - قال:«إِنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَنْزَلَ فِي الْقُرْآنِ تِبْيَانَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى وَاللهِ مَا تَرَكَ اللهُ شَيْئاً يَحْتَاجُ إِلَيْهِ الْعِبَادُ حَتَّى لَا يَسْتَطِيعَ عَبْدٌ يَقُولُ لَوْ كَانَ هَذَا أُنْزِلَ فِي الْقُرْآنِ إِلَّا وَقَدْ أَنْزَلَهُ اللهُ فِيهِ»
الكُلَيْنِيّ، «الكافي»، ج 1/ص 59، ح 1، والمجلسيُّ، «بحار الأنوار»، ج 65/ص 237).999
وبإسناده عَنْ عُمَرَ بْنِ قَيْسٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ [الإمام الباقر - عَلَيْهِ السَّلامُ - قَالَ:«سَمِعْتُهُ يَقُولُ
:إِنَّ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لَمْ يَدَعْ شَيْئاً يَحْتَاجُ إِلَيْهِ الْأُمَّةُ إِلَّا أَنْزَلَهُ فِي كِتَابِهِ وَبَيَّنَهُ لِرَسُولِهِ صلى الله عليه وآله وسلموَجَعَلَ لِكُلِّ شَيْءٍ حَدّاً وَجَعَلَ عَلَيْهِ دَلِيلًا يَدُلُّ عَلَيْهِ وَجَعَلَ عَلَى مَنْ تَعَدَّى ذَلِكَ الْحَدَّ حَدّاً»الكُلَيْنِيّ، «الكافي»، ج 1 /ص 59، ح
وبإسناده عَنْ عَنْ حَمَّادٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ (ع) قَالَ:« سَمِعْتُهُ يَقُولُ مَا مِنْ شَيْءٍ إِلَّا وَفِيهِ كِتَابٌ أَوْ سُنَّةٌ»الكُلَيْنِيّ،«الكافي»، ج 1 /ص 59، ح
فاذا حدد القران
من يجب طاعتهم المطلقه ------
ومن يجب طاعتهم المقيده
وصفات من يجب ان نتبعهم
ولايوجد ذكر للائمه
فماهو الدليل علي ان الائمه مفترضوا الطاعه
===============================================
هل الدلائل العقلية تؤيد مزاعم الشيعه بتحديد عدد الامة؟
الدلائل العقلية تنفي الإمامة الحصريَّة
الدليل الأول:
إذا كان المقصود من الإمام رئيس المسلمين الذي بيده زمام السلطة وتدبير الأمور، فمن الواضح أن المسلمين يحتاجون منذ رحيل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وإلى يوم القيامة إلى أكثر من اثني عشر رئيساً. إن مثل هذا العدد [12] يمكنه أن يؤمِّنَ أئمَّةً يقودون المسلمين لمدة مئتين وخمسين عاماً أو ثلاثمئة عام، أي فترة حياتهم،
أما إمامة الأموات للأحياء فلا معنى لها، فكيف يمكن لإمام ميت أن يقود شؤون الأحياء؟
هل الأئمة من آل الرسول عليهم السلام الذين يقول الشيعة بإمامتهم يمكنهم أن يقوموا اليوم بتعبيد شارع للمسلمين أو اكتشاف دواء نافع لدفع الأمراض أو اختراع شيء لراحة الإنسان أم أنهم رحلوا عن الدنيا منذ قرون؟
وكذلك هل قام الإمام الموهوم الغائب بهداية أحد أو اختراع شيء أو صدِّ عدوان أعداء الإسلام؟!!
الإجابة هي النفي طبعاً.
أجل لقد قام صانعوا الفرق والمذاهب بتلفيق فلسفات مخترعة وأفكار متخيَّلة لا يقرُّها عقلٌ ولا نقلٌ.
أما إذا كان معنى الإمام هو المرشد الديني فلا شك أنه لا ينحصر بعدد 6 أو 12 بل هذه الوظيفة هي وظيفة كل عالم متدين.
الدليل الثاني:
كيف يمكن أن يكون للدِّيْن الذي يجب أن يهتدي به البشر مئات آلاف الأعوام اثنا عشر إماماً فقط وكيف يكون للأمة الإسلامية التي تحتاج إلى قائد ومنفذ لأحكام الله طيلة تلك المدة أيضاً اثنا عشر رئيساً وقائداً فقط،
فهل يمكن أن يقول رسولٌ لأمته –خلافاً للحس وخلافاً للعقل - إن أئمتكم [أي حكامكم حتى يوم القيامة] اثنا عش-ر فقط؟! كلا بلا شك.
الدليل الثالث:
قوله تعالى: ﴿وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ﴾ (الشورى/38). وأي أمر من أمور المسلمين أهم من مسألة الرئاسة والقيادة؟
وقد وصف الله المؤمنين بأنهم يتشاورون في أمورهم، وهذا يشمل بالطبع تشاورهم في أهم الأمور أي أمر القيادة. ويؤيد ذلك ما جاء عن أمير المؤمنين عليه السلام في الرسالة السادسة من نهج البلاغة حين قال: «وإِنَّمَا الشُّورَى لِلْمُهَاجِرِينَ والأنْصَارِ فَإِنِ اجْتَمَعُوا عَلَى رَجُلٍ وسَمَّوْهُ إِمَاماً كَانَ ذَلِكَ لِلَّهِ رِضًا»
فهل نستطيع بعد ذلك أن نقول إن جميع هذه الآيات والأخبار خطأ
وقول صنّاع المذاهب هو الصحيح فقط؟!
عدم معرفة أولئك الأئمة الاثني عشر أنفسهم بأخبار انحصار الإمامة! ولا علم الغيب !!!!!
الدليل الخامس:
عدم معرفة سادات أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعلمائهم الكرام شيئاً عن مثل تلك الأخبار التي تحصر الإمامة بأشخاص محددين. نجد أن سادات أهل البيت وعلماءهم مثل زيد بن علي بن الحسين والحسين بن علي شهيد الفخ
وغيرهما قاموا ونهضوا وادعوا الإمامة مما يعني أنهم لم يكن لهم علم بهذه الإمامة المنحصرة باثني عشر شخصاً والتي اشتهرت في زماننا، بل كانوا –كما تدل عليه كلماتهم بوضوح-
يعتبرون الإمامة حقَّاً لمن ينهض بسيفه لاستلام زمام أمور المسلمين والعمل بوظائف الإمامة
وليست حق من يجلسون في بيوتهم وراء الستار ويدعون الإمامة ويلتف حولهم عدد من الخرافيين ويكونون تحت حكم وسلطة أئمة آخرين، كما قال «زيد بن علي بن الحسين» (ع) أننا لا نعرف إماماً كذلك.
فإذا تبيَّن أن حصر عدد الأئمة باثني عشر ليس له سند موثوق صحيح بل يتعارض مع كتاب الله كما يخالف العقل والتاريخ
كيف يمكننا أن نقبل بوجود هذا العدد ونعتقد به رغم أن الله تعالى بين لنا بنص القرآن (أن لا حجة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم،
رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا (165) الآية 165 من سورة النساء)
ورغم أن أمير المؤمنين قال في إحدى خطبه (الخطبة 90 في نهج البلاغة): «..تَمَّتْ بِنَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ (صلى الله عليه وآله) حُجَّتُهُ»
وقال كذلك: «..فَقَفَّى بِهِ الرُّسُلَ وخَتَمَ بِهِ الْوَحْيَ». فالقرآن الكريم وهذه النصوص تنفي أن يوجد بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حجَّةٌ لِلَّهِ باسم المهدي بتلك المواصفات التي يقول بها صانعو المذاهب.
ذكر الله تعالى في أوائل سورة الأنفال وأوائل سورة المؤمنون وفي مواضع أخرى من القرآن الكريم صفات المؤمنين والأخلاق
التي يجب أن يتحلَّى بها كلّ مؤمن ومسلم من إيمانيات وعقائد وأفعال ولم يُذكر فيها أي إشارة إلى الإيمان بإمام معين.
قال تعالى في أوائل سورة الأنفال
: ﴿إِنَّمَا المُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آَيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ أُولَئِكَ هُمُ المُؤْمِنُونَ حَقًّا...﴾ (الأنفال/2و3).
لقد بينت هذه الآيات صفات المؤمن الحقيقي ولم تُشِرْ أدنى إشارة إلى الإيمان بإمام معيَّن، فكيف يجعل صناع المذاهب الإمام والإمامة من أصول المذهب ومن مقوِّمات الإيمان.
كما قال تعالى في سورة الحجرات:
﴿إِنَّمَا المُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آَمَنُوا باللهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ ﴾ (الحجرات/15).
وجاء نحو ذلك في الآيات 61 و136 و177 و285
من سورة البقرة حيث عدَّد الله مقوَّمات الإيمان وصفات المؤمنين ولم يأتِ بذكرٍ على الاعتقاد بإمام معين.
إضافةً إلى ذلك فإن ما يدعيه صناع المذاهب
هو ضرورة الإيمان بإمام منصوب مِنْ قِبَل الله سيقوم بإصلاح الناس بقوة السيف ويجعل جميع أهل الأرض مسلمين إلى حد أن الذئب والشاة سيعيشان بسلام مع بعضهما وستمتلئ الأرض عدلاً وقسطاً بعد أن مُلِئت ظلماً وجوراً، وسيقتل من الناس قتلاً عظيماً حتى يصل الدم إلى أعلى ركب خيله وغير ذلك من الأوصاف التي نجدها في «بحار الأنوار» للعلامة المجلسي و«إكمال الدين» للشيخ الصدوق، ويقولون إن كل من لم يؤمن بهذا المهدي بهذه الأوصاف فإيمانه غير صحيح.
هذا في حين أننا نرى أن آيات القرآن تقول خلاف ذلك، الآيات الكريمة تنفي الإمامة المنحصرة بعدد مُحدَّد!
الدليل الأول
في الآية 74 من سورة الفرقان يصف الله تعالى عباد الرحمن بأوصاف عديدة فيقول: ﴿وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا﴾ (الفرقان/74).
وكلُّ ذي شعورٍ يفهم أن عباد الرحمن الذين يدعون الله تعالى أن يعينهم على حيازة مقام إمامة المتقين بسعيهم وعلمهم وعملهم ليسوا منحصرين بشخص واحد أو عشرة أو مئة شخص.
والعجب، كيف لا يرى كبار علماء الشيعة مثل هذه الآيات، ثم رغم قولهم أنْ لا أحد يمكنه أن يفهم القرآن على وجهه الصحيح،
إلا أنهم يستدلون –خلافاً لقولهم ذلك- بآيات من القرآن ليثبتوا بها الإمامة المنحصرة بعدد محدد أو يثبتوا إمامة المهدي رغم أن ما يستدلون به من آيات لا يدل على ما يذهبون إليه من قريب ولا من بعيد.
وينبغي أن يُقال لهم: إذا كنتم تدَّعون أن لا أحد يمكنه فهم القرآن فكيف فهمتم الآيات التي تستدلون بها على إمامة شخص معين أو أشخاص محددين؟!!
الدليل الثاني:
قوله تعالى في سورة التوبة:
﴿فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَا أَيْمَانَ لَهُمْ﴾ (التوبة/12).
ومن الواضح أنه أياً كان معنى أئمة الكفر فإنهم لن ينحصروا بستة أشخاص أو اثني عشر شخصاً.
فكيف يجوز أن يكون عدد أئمة الكفر غير منحصر في حين يكون عدد أئمة الهداية منحصر في عدد قليل؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
والحال أنه لا بد أن يكون أئمة الهداية أكثر من أئمة الضلالة، فحصر عدد الأئمة في 12 أو 6 أو أكثر أو أقل ليس إلا نوعاً من الاحتكار الذي يمارسه مخترعو المذاهب.
الدليل الثالث:
قول الحق تعالى: ﴿يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ﴾ (الإسراء/71).
ومن المسلَّم به أن الناس في هذه الدنيا غير محصورين باثني عشر مجموعة حتى يكون لهم اثنا عشر إمام فقط وتُنادى كل مجموعة من الناس بإمامها!!!!!!!!!!!!!!!!
بل كلُّ فرد يمكنه أن يكون مأموماً بإمامٍ وكلُّ فرد يُدعى بصحيفة أعماله وصحيفة أعماله هي إمامه وبالتالي فحصر الإمامة باثني عشر شخص أو اثني عشر صحيفة أعمال باطل.
الدليل الرابع:
قول الله تعالى: ﴿وَمِنْ قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَامًا وَرَحْمَةً﴾ (الأحقاف/12، وهود/17).
وقد قال الإمام علي (ع) في الخطبة 145 من نهج البلاغة:
«فَقَدْ نَبَذَ الْكِتَابَ حَمَلَتُهُ وتَنَاسَاهُ حَفَظَتُهُ فَالْكِتَابُ يَوْمَئِذٍ وأَهْلُهُ طَرِيدَانِ مَنْفِيَّانِ... (حتى يصل إلى قوله): كَأَنَّهُمْ أَئِمَّةُ الْكِتَابِ ولَيْسَ الْكِتَابُ إِمَامَهُمْ» إلى آخر الخطبة.
كما يقول الإمام علي (ع) أيضاً في الصحيفة العلوية في دعائه بعد التسليم في الصلاة: «إن رسولك محمداً نبيي وإن الدين الذي شرعت له ديني وإن الكتاب الذي أُنزل إليه إمامي».
وقد جعل الإمام الصادق (ع) أيضاً القرآن الكريم إماماً كما جاء ذلك في رواية وردت في «وسائل الشيعة» الباب الثالث من أبواب القرآن
ويشير إلى الحديث الذي جاء فيه: «عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عَنْ آبَائِهِ (ع) قَال قَال رَسُول اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم فِي حَدِيثٍ:
إِذَا التَبَسَتْ عَليْكُمُ الفِتَنُ كَقِطَعِ الليْل المُظْلمِ فَعَليْكُمْ بِالقُرْآنِ فَإِنَّهُ شَافِعٌ مُشَفَّعٌ ومَاحِل مُصَدَّقٌ ومَنْ جَعَلهُ أَمَامَهُ قَادَهُ إِلى الجَنَّةِ ومَنْ جَعَلهُ خَلفَهُ سَاقَهُ إِلى النَّارِ»،
الحر العاملي (الشيخ أبو جعفر محمد بن الحسن) (1104ه-. )،
وسائل الشيعة إلى تحصيل مسائل الشريعة: ط1، قم، مؤسسه آل البيت لإحياء التراث، 1409ه- [29 مجلدا]، أَبْوَابُ قِرَاءَةِ القُرْآنِ ولوْ فِي غَيْرِ الصَّلاةِ/ 3- بَابُ اسْتِحْبَابِ التَّفَكُّرِ فِي مَعَانِي القُرْآنِ، ج 6 /ص171، ح (7657).
ويؤيده الحديث الآخر: «قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ (ع) فِي حَدِيثٍ: يُدْعَى ابْنُ آدَم الْمُؤْمِنُ لِلْحِسَابِ فَيَتَقَدَّمُ الْقُرْآنُ أَمَامَهُ فِي أَحْسَنِ صُورَةٍ
فَيَقُولُ يَا رَبِّ أَنَا الْقُرْآنُ وهَذَا عَبْدُكَ الْمُؤْمِنُ قَدْ كَانَ يُتْعِبُ نَفْسَهُ بِتِلاوَتِي ويُطِيلُ لَيْلَهُ بِتَرْتِيلِي وَتَفِيضُ عَيْنَاهُ إِذَا تَهَجَّدَ فَأَرْضِهِ كَمَا أَرْضَانِي
قَالَ فَيَقُولُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ عَبْدِي ابْسُطْ يَمِينَكَ فَيَمْلَؤُهَا مِنْ رِضْوَانِ اللهِ ويَمْلأُ شِمَالَهُ مِنْ رَحْمَةِ اللهِ ثُمَّ يُقَالُ هَذِهِ الْجَنَّةُ مُبَاحَةٌ لَكَ فَاقْرَأْ وَاصْعَدْ
فَإِذَا قَرَأَ آيَةً صَعِدَ دَرَجَة»،
وسائل الشيعة، أَبْوَابُ قِرَاءَةِ القُرْآنِ ولوْ فِي غَيْرِ الصَّلاةِ /1- بَابُ وُجُوبِ تَعَلمِ القُرْآنِ وتَعْليمِهِ، ج 6 /ص 166، ح (7638).
والأوضح من كل ذلك ما رُوي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم - طبقاً لما أورده المجلسيّ في بحار الأنوار ج92، ص17- من قوله: «القرآن إمام كل مسلم».
فمخترعو الفرق والمذاهب الذين اخترعوا عدداً محدوداً للأئمة (12 أو 7 أو غير ذلك) خالفوا كلام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وكلام أمير المؤمنين والإمام الصادق عليهما السلام،
لذا يجب أن يدركوا أنهم غير متبعين للقرآن في هذا الأمر وأنهم قد غضوا الطرف عن مفهوم الإمام والإمامة [غير الانحصاري] كما يطرحها القرآن وأنهم يتحمسون كل هذا الحماس لأجل مفهوم مخترع للإمامة،
وحتى أنهم لا يقبلون بكلام أئمتهم أنفسهم، وليت شعري كيف يعتبرون أنفسهم شيعة وأن علياً إمامهم، مع أن عليّاً اعتبر القرآنَ إمامَه أما هم فيعتبرون إمامهم أشخاصاً آخرين
(في الواقع ليس هناك من تناقض بين أن يأتم المسلم بأئمة الفقه العدول الصالحين ويتخذهم أئمة له وبين أن يأتم بالقرآن ويجعله إمامه، طالما أن ائتمامه بالأئمة هو في إطار القرآن والسنة، لاسيما أئمة أهل البيت الذين أكدوا «لا تقبلوا علينا ما خالف قول ربنا تعالى وسنة نبينا صلى الله عليه وآله»، وأن «كلُّ شيءٍ مردودٌ إلى كتاب الله والسنَّة، وكلُّ حديث لا يوافق كتاب الله فهو زخرف».
انظر: الحر العاملي، وسائل الشيعة، ج18/ص 79، الباب 9 من أبواب صفات القاضي.).
الدليل الخامس:
بعد أن ذكر الله تعالى في سورة الأنبياء قصص عدد من الأنبياء قال: ﴿وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا﴾ (الأنبياء/73).
فالأنبياء إذن أئمة بجعل الله لهم في هذا المقام فالإمامة ليست منحصرة باثني عشر شخصاً.
الدليل السادس:
قوله تعالى في سورة القصص: ﴿وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ﴾ (القصص/5).
أي جعلنا المستضعفين من بني إسرائيل أئمةً للناس وأورثناهم أرض مصر، ومن المعلوم والمسلم به أن عدد بني إسرائيل ليس منحصراً باثني عشر شخص
فحصر الأئمة بعدد محدد باطل، وكما أن المتقين والمؤمنين والصادقين الذين ذكرهم القرآن غير منحص-رين بعدد فكذلك أئمة المتقين، لا ينحصرون بعدد.
الدليل السابع:
قوله تعالى في سورة القصص: ﴿وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يُنْصَرُونَ﴾ (القصص/41). فهل كان أئمة الظلم الذين يدعون إلى النار 12 شخصاً؟
والمقصود أن أئمة أهل النار وأئمة أهل الجنة غير منحصرين في عدد محدد.
وهذا أيضاً تدل عليه الآية 24 من سورة السجدة كما تدل عليه جميع الآيات التي تفيد عدم انحصار الإمام والإمامة بعدد معين.