هذا الكلام وجدناه في كتاب علي عليه السلام وعرفناه . وحدثنا أبي رضي الله عنه قال : حدثنا علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن محمد بن - أبي عمير . وحدثنا جعفر بن محمد بن مسرور رضي الله عنه قال :

حدثنا الحسين بن محمد ابن عامر ، عن عمه عبد الله بن عامر ، عن محمد بن أبي عمير . وحدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رضي الله عنه قال:  حدثنا علي بن الحسين السعد آبادي ، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي ، عن أبيه ، عن محمد بن أبي عمير ، عن عبد الله بن سنان ، عن معروف بن خربوذ ، عن أبي  الطفيل عامر بن واثلة ، عن حذيفة بن - أسيد الغفاري بمثل هذا الحديث سواء "

فالوصية بالقران , والعترة قد وردت في كتب الامامية , وسوف نتطرق في هذا الفصل , والفصل الذي بعده الى ما جاء في كتب الامامية فيما يتعلق بالقران , والعترة,  ثم نحكم بعد ذلك على الامامية من خلال الادلة ان كانوا قد امتثلوا لوصية رسول الله صلى الله عليه واله وسلم , أم انهم خالفوها , وضربوا بها عرض  الحائط.

عندما نستعرض ما جاء في كتب الامامية فيما يتعلق بالقران , واهل البيت , فاننا نجد المخالفة الواضحة الصريحة لوصية رسول الله صلى الله عليه واله وسلم فيما  يتعلق بالقران , والعترة .

 ان التمسك بالقران الكريم يعني العناية به حفظا , وتطبيقا , وتعظيما , وتبجيلا , والدفاع عنه من خلال الرد على اي شبهة يطرحها اعداء الاسلام للتشكيك به , واثبات حجيته للناس من خلال القواعد العلمية المعتبرة , وكل هذا يتطلب جهود من الامة في اوقاتها , والانفاق من ثرواتها في نشر القران الكريم ,  وتعاليمه في  سائر المعمورة

لقد طعن الامامية بالقران الكريم طعنا كبيرا , وشككوا بمصداقية اهل البيت رضي الله عنهم من ناحية القران الكريم , فنرى الامامية بين قائل بتحريف القران

 , وبين معظم للقائل بتحريف القران الكريم والعياذ بالله تعالى .

ان كبار علماء الامامية الذين صرحوا بتحريف القران مُعَظمين عند الامامية , ولا يستطيع احد ان ينال منهم ولو بكلمة واحدة , والا اصبح ناصبيا, !!!  بل انك تجد انهم يعطونهم الالقاب العظيمة , والمكانة الكبيرة  , فاذا تعرض لهم احد

بأي  كلمة مدافعا عن القران الكريم  , فانك ترى  الامامية  يتهجمون عليه باقبح  الالفاظ  ,  ويصفونه بأشنع الاوصاف.

 ان من تهاونات الامامية الفاضحة فيما يتعلق بالقران الكريم , ما صدر منهم تجاه علمائهم القائلين بالتحريف من التعظيم , والتبجيل الذي يدعو الى التفكر , والتأمل بهذا المعتقد , وتناقضاته , ومخالفته لثوابت الاسلام,  ومع ما نراه من تعظيم الامامية للقائل بالتحريف من علمائهم نجد في الاتجاه الاخر تكفيرهم

للجاهل بالامامة ,  والجاهل بعصمة الائمة .ان هذا الامر جعلني في حي رة شديدة في كيفية تعامل الامامية مع الامور , بحيث انك تجد ان القائل بتحريف القران الكريم مُعَظم , والجاهل بامامة الامام , وعصمته كافر .ان هذا الامر يدعو الىالتأمل جيدا في خطر هذا المعتقد , وأفكا ره ,  وسوف اثبت للقاريء الكريم من خلال كتب الامامية قول كبارهم بالتحريف , وكذلك تعظيم هؤلاء القائلين  بالتحريف عند الامامية.

قال الفيض الكاشاني  : " وأما اعتقاد مشايخنا )ره( في ذلك فالظاهر من ثقة الإسلام محمد بن يعقوب الكليني طاب ثراه أنه كان يعتقد التحريف والنقصان في القرآن لأنه روى روايات في هذا المعنى في كتابه الكافي ولم يتعرض لقدح فيها مع أنه ذكر في أول الكتاب أنه كان يثق بما رواه فيه وكذلك أستاذه علي بن إبراهيم القميره 

فان تفسيره مملوء منه وله غلو فيه، وكذلك الشيخ أحمد بن أبي طالب الطب رسي )رضي الله عنه( فانه أيضا نسج على منوالهما في كتاب  الاحتجاج " اهـ. [1]

لقد صرح الفيض الكاشاني باعتقاد التحريف عند الكليني , وعلي بن ابراهيم القمي , والطبرسي صاحب كتاب الاحتجاج, ومع هذا نجده يصف الكليني ) بثقة الاسلام ( , وكان الاولى به ان يصفه بعدو الاسلام  , وذلك لانه طعن بالقران الذي هو مصدر التشريع الاول عند اهل الاسلام , وخالف وصية رسول الله بالتمسك بالقران , والحث على الاعتناء به

وكان الاولى ان يقول خبث ثراه , ثم نراه يت رحم على علي بن ابراهيم القمي , وكان الاولى به ان يلعنه , وكذلك نراه يترضى على الطبرسي , وكان الاولى به ان يلعنه , ويتبرأ منه , او ان يسكت عن مدحهم على الاقل احتراما , وتعظيما للقران الكريم , ولمشاعر المسلمين , وذلك لان المدح لا يستقيم للقائل  بتحريف القران.

هذا هو حال الامامية يصرحون  وبكل وضوح بتعظيم القائل بتحريف القران ,  وكأن القران الكريم لا منزلة له عندهم , ولا توجد له مكانة في معتقدهم.

وقال المجلسي : " و ذهب الكليني و الشيخ المفيد قدس الله روحهما و جماعة إلى أن جميع القرآن عند الأئمة عليهم السلام، و ما في المصاحف بعضه، و جمع أمير المؤمنين صلوات الله عليه كما أنزل بعد الرسول صلى الله عليه و آله و سلم

مع جزم المجلسي بأن الكليني , والمفيد قد قالوا بنقصان القران الكريم , فاننا نراه يقول قدس الله روحهما , وكان الاولى به ان يقول لعن الله روحهما , او

يسكت على الاقل , ولا يعظمهم في اثناء نقله عنهم انهم يقولون بنقصان القران  الكريم.

وقال يوسف البحراني : " اختلف أصحابنا رضوان الله عليهم في  وقوع النقصانو التغيير و التبديل في )القرآن (فالمشهور بين أصحابنا بل نقل دعوى الإجماع عليه

هو العدم ،و هو الذي ارتضاه المرتضى رضى اللّه عنه ،و شنع على من خالفه و أطال في ذلك كما هي عادته ،و هو مذهب الشيخ و الصدوق بن بابويه

 ،و الشيخ أبي علي الطبرسي في )مجمع البيان.(

و ذهب جمع إلى وقوع ذلك ،و به جزم الثقة الجليل علي بن إبراهيم القمي في تفسيره و هو ظاهر تلميذه الكليني أيضا في )الكافي ( حيث أكثر من نقل الروايات الدالة على الحذف و النقصان ،و لم يتعرض لردّها و لا تأويلها ،و ظاهر الثقة الجليل أحمد بن علي بن أبي طالب الطبرسي في كتاب )الاحتجاج(  بالتقريب المذكور، وهو الظاهر عندي ،و به جزم شيخنا المحدّث الصالح الشيخ عبد الله بن صالح البحراني في كتاب )منية الممارسين في أجوبة الشيخ ياسين ( ،و هو الذي اختاره شيخنا مفيد الطائفة الحقة و رئيس الملة المحقة قدّس سره في )أجوبة المسائل السروية (،قال عطر الله مرقده :)إن الذي بين الدفتين من )القرآن (جميعه كلام الله تعالى ،و ليس فيه شيء آخر من كلام البشر ،و هو جمهور المنزل ،و الباقي ممّا أنزل الله قرآنا عند المستحفظ للشريعة المستودع للأحكام ،لم يضع منه شيء ،و إن كان الذي جمع ما بين الدفتين

الآن لم يجعله في جملة ما جمع لأسباب دعته إلى ذلك ،منها قصوره عن معرفة بعضه ،و منها  ما شك فيه ،و منها ما تعمد إخراجه " اهـ. 5

وكذلك نرى البحراني من خلال هذا النص المنقول عنه كيف يقول عن علي بن ابراهيم القمي) و به جزم الثقة الجليل علي بن إبراهيم القمي في تفسيره ( وقوله )وظاهر الثقة الجليل أحمد بن علي بن أبي طالب الطبرسي في كتاب )الاحتجاج

( , وقوله )و به جزم شيخنا المحدّث الصالح الشيخ عبد الله بن صالح البحراني

( , وقوله )و هو الذي اختاره شيخنا مفيد الطائفة الحقة و رئيس الملة المحقة قدّس سره