اما بعد فلما رايت الرافضة ينشرون معتقدهم بكل ما عندهم من قوة , فنراهم في فضائياتهم , ومنتدياتهم , وفي اي مكان يتواصلون من خلاله مع اهل السنة يرددون , ويكررون هذا المعتقد الباطل الذي يتميز بالطعن , واللعن , والسب , والاساءة 

للاسلام , ورموَه , واهله , وانهم يكثرون من طرح الشبهات التي تعلموها منذ نعومة اظفارهم , وتفننوا في القائها على اهل السنة اعلى الله تعالى مقامهم , فلا تجد شاردة , ولا واردة في  كتب اهل السنة والجماعة الا وتجد اعتراض الرافضة عليها , والاشكال بطريقة تدل على الحقد , والجهل , والحماقة حتى ان بعضهم ليعترض على اهل السنة في نصوص هي موََودة اصلا في  كتب الرافضة وقد صححها علمائهم , وشرحوها , فتجد ان بعض اهل السنة لا يعرفون بان هذه النصوص موََودة في  كتب الرافضة , وانها قد وردت من طرقهم , وانهم يصححونها ويبنون عليها احكام  كثيرة , وسبب عدم معرفة اهل السنة لهذه النصوص هو عدم تسلح اهل السنة منذ نعومة اظفارهم على رد الشبهات , او طرح الاشكالات على الرافضة من  خلال  كتبهم , ومصادرهم .

فقررت بعد توفيق الله تبارك تعالى ان أقوم بتاليف  كتاب يمتاَ بالنقولات المعتبرة من مصادر الفريقين التي تجعل السني قويا في اطروحته , وحواره , ومناظرته مع الرافضة مستدلا عليهم بهذه النقولات المعتبرة , بحيَّ  اذا اشكل الرافضي على السني بأي شيء , فلن يجعل له السني اي مخرج من ناحية الاستشهاد بالنصوص

من المصادر التي يعتمدها علماء الرافضة  , وكذلك اذا طرحوا عليه شبهة فانه يرد عليهم من خلال  كتب اهل السنة المعتبرة اعلى الله تعالى مقامهم بحيَّ  لا يجعل للرافضة اي مدخل يدخلون عليه من خلاله , فالدعوة بعلم سواء في طرح الاشكالات , او في رد الشبهات هي الميزان في اثبات الحق , وابطال الباطل , وقد فرق الله تعالى بين الذي يعلم , والذي لا يعلم , وفي هذا التف ريق مدح لمن يعلم , قال الله تعالى : } قلْ  هَلْ  يسْتوي الذِينَ  يَ عْلمُونَ  وَالذِ ينَ  لَا  يَ عْلمُونَ  إنمَا يَ تَذكَّرُ  أولو الْْلبابِ  )9( : الزمر { والدعوة بعلم هي طريقة النبي صلى الله عليه واله وسلم , ومن سار على طريقته , واتبع هداه

لقد تناولت القضايا الخلافية الرئيسية , بالعلم , والدليل , والبرهان مقتفيا بذلك سيرة النبي المختار صلى الله عليه واله وسلم , فنقضتها على الرافضة , واشكلت عليهم من مصادرهم , ونقلت من مصادر اهل السنة والجماعة ما يحتاََه المسلم السني لاعتقاده الشخصي في كثير من الامور , وكذلك ما يكفيه في الرد على الرافضة اذا اشكلوا عليه من مصادرنا ,  وليعلم القاريء الكريم ان هذا الكتاب هو عبارة عن خبرة في حوار الرافضة لمدة سبع سنين , وقد طرحت فيه عدة قضايا كالامامة , والعصمة , والتوحيد , وعدالة الصحابة , وتحريف القران , والخمس , والتقية , والرََعة , وتفضيل الانبياء , والمهدي , ورواة الشيعة , واحكام المخالف , والاشكالات التي اشكلت بها على الامامية , والشبهات التي رددت عليها , وفي اغلب الردود على هذه الشبهات يتم الاشكال على الامامية على ما يقتضيه المقام , وغيرها مما يتعلق بالحوار السني الشيعي ,  وكل هذه المحتويات مأخوذة من مصادر

معتبرة , وقويت ما استشهدت به من روايات الرافضة بما صرح به علمائهم من تصحيح , او تحسين , او توثيق , وكذلك نقلت اقوال علمائهم على رواياتهم من ناحية المتن على ما يقتضيه المقام , وبينت ما فيها من تناقضاتهم على ما يقتضيه المورد , وكذلك الاقوال المختلفة التي وردت عندهم سواء في منطوق الروايات , او مفهومها على السنة علمائهم  , ووضعت بعض التساؤلات من اََل ان يتنبه القاريء الكريم عليها , وكذلك

َعلت تلوينا للكلمات المهمة في الاستشهاد , واما ما يتعلق بالمصادر السنية , فان كان الحديَّ  في الصحيحين } صحيح البخاري , وصحيح مسلم { , او في احدهما , فاني اكتفي بالعزو فقط , وذلك لاني اعتقد بصحة الاحاديَّ  المتصلة السند فيها التي تلقتها الامة بالقبول , واما ما كان في كتب الحديَّ  الاخرى فاني اعتمد على تخريجات الامام محمد ناصر الدين الالباني رحمه الله تعالى ,

فانقل كلامه بما يتناسب في التخريج , وخاصة في الاحاديَّ  الضعيفة , والموضوعة وذلك لان مؤلفات الامام الالباني قد امتاََت بالتحقيقات المتينة , والاشارة الى

العلل مع العزو الى المصادر , وفي بعض الاحيان اضع تراََم الرواة  المُتكلم فيهم , وذلك لسببين :

السبب الاول : لان الرافضة في بعض الاحيان يطلبون من المحاور السني ترَمة  الرواي من المصادر التي نقل منها الامام الالباني ,  وغيره من اهل العلم .

 والسبب الثاني : لشحذ همم طلبة العلم من اهل السنة ليبحثوا , ويثابروا اكثر .

وكذلك اعتمدت على تخريجات العلامة شعيب الارناؤوط حفظه الله تعالى وذلك لانه من اهل العلم المعتبرين في تحقيق الحديَّ  النبوي الشريف , والحكم عليه , واعتمدت ايضا على احكام غير الامام الالباني والعلامة الارناؤوط  من سادتي الائمة المتقدمين , والمتاخرين من اهل الحديَّ  اعلى الله تعالى مقامهم , واما ما يتعلق بالعلوم الاخرى فقد اعتمدت على المصادر المعتبرة في  كل علم من العلوم  عند اهل السنة والجماعة اعلى الله تعالى مقامهم

ولقد وضعت النقولات كاملة مع الاسانيد والتصحيحات المعتمدة عند الفريقين , الا في مواضع قليلة , وذلك ابلغ , وأفضل في اثبات المعلومة والرَوع اليها   كاملة في اثناء حوار الرافضة , او بما يستفيد منه القاريء كمعلومة لنفسه.

وليعلم القراء الكرام ان هذه المواضيع قد تم طرح اساسياتها في كثير من الحوارات , والمناظرات , مع الرافضة , فكانت بحمد الله تعالى مسددة , ولها تأثير كبير على السامع الكريم , وكان من ثمراتها تعليم الكثير من الاخوة , والاخوات الكرام الرد على شبهات الرافضة بطريقة مفحمة , وكذلك الاشكال عليهم بطريقة علمية يكون مؤداها في اكثر الاحيان الى صدور السب , والشتم , والتهجم من َهة الرافضة على رموَ الاسلام , او على شخص المحاور بأبشع الالفاظ , واقبح الكلمات , وذلك لافلاسهم , وهوانهم , وضعف حجتهم ,  فسلاح المفلس هو السب والاساءة لانه لا يمتلك الادلة.

وكذلك يمتاَ هذا الكتاب بكثرة النقولات المهمة في كل موضوع , ولم اعلق  كثيرا على النقولات , وانما اكتفيت في بعض المواضع الى التنبيه على النقاط المهمة من