1- روى «محمد بن إدريس العجلي الحلي» في كتابه القيم «السـرائر» (ص486)، في قسم المستطرفات منه، نقلاً عن كتاب «محمد بن علي بن محبوب» أنه روى عن عباس عن حماد بن عيسى عن ربعي بن عبد الله عن الفضيل قال: «ذكرتُ لأبي عبد الله - عليه السلام - السهوَ فقال:
وَينفلتُ من ذلك أحدٌ؟! ربما أقعدتُ الخادمَ خَلفي يحفظ علىَّ صلاتي. إياكم وَالغلو فينا!...» . ( المجلسي، بحار الأنوار ج 10/ ص 92، من الطبعة الجديدة)
2- روى الشيخ الطوسي في كتابه «تهذيب الأحكام» (طبع النجف، ج3/ص40) الحديث رقم 140، والمجلسي في المجلد 18 من «بحار الأنوار» (طبع كمباني ص625) فقال:«عَلِيُّ بْنُ الحَكَمِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ العَرْزَمِيِّ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ (ع) قَالَ: صَلَّى عَلِيٌّ (ع) بِالنَّاسِ عَلَى غَيْرِ طُهْرٍ وَكَانَتِ الظُّهْرَ فَخَرَجَ مُنَادِيهِ أَنَّ أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ (ع) صَلَّى عَلَى غَيْرِ طُهْرٍ فَأَعِيدُوا وَلْيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ الغَائِبَ».
وأقول: هل هناك أحمق يصدق أن الإمام علياً - عَلَيْهِ السَّلامُ - الذي كانت صلاة الظهر في نظره أعز الأعمال والعبادات ورغم ذلك لم يدْر أنه صلاها دون طهارة، يعلم علم الغيب وأسرار السموات والأرضين وانه معصوم من السهو والخطأ والنسيان
فلعن الله الغلاة الذين افتروا تلك الأوهام وأضلوا الناس.
3- في (ص 248) من كتاب «رجال الكشي» الذي يُعَدُّ من كتب الشيعة المشهورة، والذي لخَّصه الشيخ الطوسي، ما نصُّه: «عَنْ عَنْبَسَةَ بْنِ مُصْعَبٍ قَالَ قَالَ لِي أَبُو عَبْدِ اللهِ (ع): أَيَّ شَيْءٍ سَمِعْتَ مِنْ أَبِي الخَطَّابِ؟ قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ إِنَّكَ وَضَعْتَ يَدَكَ عَلَى صَدْرِهِ وَقُلْتَ لَهُ عِهْ وَلَا تَنْسَ! وَإِنَّكَ تَعْلَمُ الغَيْبَ وَإِنَّكَ قُلْتَ لَهُ عَيْبَةُ عِلْمِنَا وَمَوْضِعُ سِرِّنَا أَمِينٌ عَلَى أَحْيَائِنَا وَأَمْوَاتِنَا! قَالَ:لَا وَاللهِ مَا مَسَّ شَيْءٌ مِنْ جَسَدِي جَسَدَهُ إِلَّا يَدَهُ.
وَأَمَّا قَوْلُهُ: إِنِّي قُلْتُ أَعْلَمُ الغَيْبَ! فَوَ اللهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ مَا أَعْلَمُ. فَلَا آجَرَنِيَ اللهُ فِي أَمْوَاتِي وَلَا بَارَكَ لِي فِي أَحْيَائِي إِنْ كُنْتُ قُلْتُ لَهُ. قَالَ: وَقُدَّامَهُ جُوَيْرِيَةٌ سَوْدَاءُ تَدْرُجُ، قَالَ: لَقَدْ كَانَ مِنِّي إِلَى أُمِّ هَذِهِ أَوْ إِلَى هَذِهِ كَخَطَّةِ القَلَمِ فَأَتَتْنِي هَذِهِ فَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الغَيْبَ مَا كَانَتْ تَأْتِينِي.
وَلَقَدْ قَاسَمْتُ مَعَ عَبْدِ اللهِ بْنِ الحَسَنِ حَائِطاً بَيْنِي وَبَيْنَهُ فَأَصَابَهُ السَّهْلُ وَالشِّرْبُ وَأَصَابَنِي الجَبَلُ. وَأَمَّا قَوْلُهُ: إِنِّي قُلْتُ هُوَ عَيْبَةُ عِلْمِنَا وَمَوْضِعُ سِرِّنَا أَمِينٌ عَلَى أَحْيَائِنَا وَأَمْوَاتِنَا، فَلَا آجَرَنِيَ اللهُ فِي أَمْوَاتِي وَلَا بَارَكَ لِي فِي أَحْيَائِي إِنْ كُنْتُ قُلْتُ لَهُ شَيْئاً مِنْ هَذَا قَطُّ!».
كان «زرارة بن أعين» من خواص أصحاب الإمام جعفر الصادق وشيعته المخلصين وقد وردت في فضله أحاديث كثيرة.
ورغم ذلك نجد أنه -كما تفيده عدة أخبار في كتب الشيعة- لم يكن يعتقد في الإمام الصادق (ع) أنه يعلم الغيب وليس هذا فحسب بل كان يعرب عن شكه أو تحفظه بشأن بعض أقوال الإمام الصادق أو فتاويه العادية.
فمثلاً جاء في رجال الكشي (ص141):
«عن ابن أبي عمير، عن إبراهيم بن عبد الحميد، عن عيسى بن أبي منصور وَأبي أسامة الشحام وَيعقوب الأحمر،
قالوا كنا جلوساً عند أبي عبد الله [الإمام الصادق]
(عليه السلام) فدخل عليه زرارة فقال إن الحكم بن عتيبة حدَّث عن أبيك أنه قال:صلِّ المغرب دون المزدلفة؟
فقال له أبو عبد الله (ع):أنا تأملته، ما قال أبي هذا قط، كذب الحكم على أبي،قال، فخرج زرارة وَهو يقول:ما أرى الحَكَمَ كذَبَ على أبيه.»
ومن الواضح من هذه الرواية أن زرارة علاوة على عدم اعتقاده بعلم الإمام الصادق بالغيب كان ينفي -تلويحاً- علم الإمام العادي ببعض الأمور!.
وَفي رجال الكشّي أيضاً (ص 153 وَ154) عَنْ شُعَيْبٍ العَقَرْقُوفِيِّ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ قَالَ:«سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ (ع) عَنِ امْرَأَةٍ تَزَوَّجَتْ وَلَهَا زَوْجٌ فَظَهَرَ عَلَيْهَا؟ قَالَ: تُرْجَمُ المَرْأَةُ وَيُضْرَبُ الرَّجُلُ مِائَةَ سَوْطٍ لِأَنَّهُ لَمْ يَسْأَلْ.
قَالَ شُعَيْبٌ:فَدَخَلْتُ عَلَى أَبِي الحَسَنِ [أي الإمام الكاظم(ع)] فَقُلْتُ لَهُ: امْرَأَةٌ تَزَوَّجَتْ وَلَهَا زَوْجٌ؟
قَالَ: تُرْجَمُ المَرْأَةُ وَلَا شَيْءَ عَلَى الرَّجُلِ.
فَلَقِيتُ أَبَا بَصِيرٍ فَقُلْتُ لَهُ:إِنِّي سَأَلْتُ أَبَا الحَسَنِ (ع) عَنِ المَرْأَةِ الَّتِي تَزَوَّجَتْ وَلَهَا زَوْجٌ؟ قَالَ: تُرْجَمُ المَرْأَةُ وَلَا شَيْءَ عَلَى الرَّجُلِ،
فَمَسَحَ صَدْرَهُ وَقَالَ: مَا أَظُنُّ صَاحِبَنَا تَنَاهَى حُكْمُهُ بَعْدُ!.»
( المجلسي، بحار الأنوار، ج 76 /ص 58.).